عن حُب الذات والهرب بحثاً عن الفردانية: تجربتي في نص.

أشواق

بعد ٢٣ سنة انا اخيراً في الطريق لي ... انا.

منذ مراهقتي و انا اخوض هذه الحرب داخلي، الكثير من الأسئلة الشائكة الملغمة، و المحاولات القليلة المجدية مؤقتاً و الكثير الدائم من اللامجدي منها حتى هربت ! هربت من غرفتي التي لطالما كانت شاهدة على تاريخ صراعاتي مع ذاتي ، على حروبي و نزواتي، على الأيام التي قضيتها تحت غطاء سريري. هربت من مكتبي المليئ بملصقات حُب الذات و مفضلاتي من الأفلام و الألبومات و النظريات الفلسفية و الكثير من الأسئلة الوجودية، كانت صديقتي في كل زيارة لها تقول لي انني ارى و بوضوح ماذا يدور داخلك بمجرد النظر الى مكتبك ! ضحكنا يومها و لكنني لم اخبرها انها مخطئة ان كل هذه الملصقات موجودة لتذكرني بي ! لتساعدني كل صباح على رؤيتي من الداخل . هربت من بيت العائلة المعلب المليئ بلمواد الحافظة ! هربت من اول حاجز وقف امام استقلاليتي كفرد ، امام تعرفي على ذاتي و فردانيتي و حبها و تقبلها لأن الأنثى دائما مداعةٌ للشر و السوء فيه . اخذت ذاتي و حروبي و بعضاً من كتبي و هربت بعيداً. لأعطيني فرصة اخرى لأتعرف علي بأستقلالية و حُرية . طريقي طويل و لكنه لم يعد مستحيل، سأستمتع بكل لحظة اقترب بها مني و اتعرف اكثر عليها، خارج حدود العائلة و القبيلة، خارج حدود العيب و القيل و القال . الأن، و بعد ٢٣ سنة انا اخيراً في الطريق لي ...