أين تكمن اللعنة في جسدي أم في عقولهم ؟

كيلاني كمال

أنا ‏مازلت الى الآن غير متصالحة مع جسدي، واكرهه بسبب بلوغي مبكرا. ظهرت معالم الانوثة مبكرا، مما سبب لي الكثير من التحرش الجنسي واللفظي, خصوصا خارج المنزل. وفهمت من النظرات والكلمات أن جسدي هو السبب وحقيقة ان تكوني أنتي كطفلة صغيرة تعيشين كل هذه السنين وانت تشعرين بالخوف والتقزز والألم من جسد سبب لك مشاكل كثيرة, ليس بالأمر السهل لكوني امرأة جسدي مليىء ووزني ثقيل ويتم وصمي والضحك علي بسبب السمنة.

إن مجرد ‏‎عملية بيولوجية طبيعية تسمى "البلوغ" تغير حياتنا نحن النساء بشكل كبير, مما قد يخلق لنا حواجز وعوائق ومشاكل مجتمعية وعائلية في دولنا المتوحشة. فأنا احيانآ أؤمن أن جسدي هو اكبر لعنة أصبت بها في حياتي. فمنذ خلقت وجسدي يتصف بحجم كبير ووزن ثقيل وطول عالي وشاهق ومنذ طفولتي وأنا دائما يتم سؤالي عن لماذا جسدي يبدو كجسد امرأة كبيرة والسبب في ذلك يعود الى معالم جسمي الانثوية الواضحة منذ الصغر.

ولطالما ما كرهت ذلك وحاولت عدة مرات أن أؤذي نفسي. فقد كنت في كل مرة تأتي بها دورتي الشهرية اقوم بشرب مشروبات الطاقة والغازيات واقفز واركض كثيرا ظنا مني بأن ذلك سوف يوقع رحمي, وعندها فقط قد اعود تلك الطفلة التي يسمح لها باللعب والركض وفعل ما يحلو لها. ولكن بعد فترة طويلة أدركت بأن كل ما كنت اقوم به قد ذهب سدآ ولن يتغير أي شي. والى الآن وانا اذكر كيف كان اخي يفعل ما يحلو له ويلعب ويمرح كيفما شاء ولكن أنا تم حرماني من طفولتي وأجبرت على ارتداء الحجاب والعباءة في سن صغيرة. وفي كل مره أذهب للحديقة وانظر للاطفال يلعبون في الهواء الطلق والشمس تداعب اجسادهم والرمل في كل انحاء ملابسهم وانظر إلى نفسي وانا ملتفة بهذا السواد ولااستطيع اللعب معهم. فقد نبذوني بقية الأطفال فقط لكوني اصبحت ارتدي ما أجبرت وارغمت عليه.

عندها فقط أدركت أن البلوغ في دولة اسلامية وحشية وفي مجتمع قاسي ويمتاز بعقد نقص تسمى العار والعيب ليس كما يدعي الآخرون.

الآمر فقط يتعلق بالمنطقة الجغرافية التي تولد بها الانثى, فإما قد تولد في منطقة وبين مجتمع وعائلة تتقبل طبيعة جسدها ولا تضعها مقياسآ للعار وتتقبل تقلباتها الجسدية والنفسية أثناء مرحلة بلوغها دون أن تشعرها بالخجل أو العار من طبيعة جسدها, فهي الانثى لم تخلق نفسها ولكنها في داخلها خلقت وأنجبت وخرجت لنا أجيالا وهكذا هم يردون الجميل عبر تخويفها وترهبيها وارعابها حول ماهية وحقيقة جسدها وكمح رغباتها الجنسية عبر ارتكاب جريمة الختان بحقها ظنآ منهم بأنهم بذلك يحمونها من ارتكاب الرذيلة. بينما ذكورهم يحتفلون بإرتاكابهم للفواحش ظنآ منهم بأنهم فحلاء ورجال. بينما هم لايمتون للرجولة بصلة هم مجرد حمقاء طبقوا الدين على النساء فقط وحللوا لأنفسهم ما يريدون وحرموا على النساء ما يشبع غاياتهم و يتطابق مع عفانة وقذارة فكرهم.