واقع لا مفر منه

مريم

مزعجة هي الأفكار التي تتكرر برأسي، وكأن رأسي لا ينفك عن تكرارهم مراراً. أضحيت فارغة إلا من اليأس ومعالمه التي اتضحت بمراقبتي الدائمة الترهات التي يتفوهون بها. كنت مطيعة ولطالما شعرت بالأذلال المقيت ولم أجرؤ على التفوه بكلمة واحدة. لازلت أصدق الخوف الذي يعتريني كلما حاولت أن أقول "لا". كلما حاولت أن أستشعر جسدي شعرت وكأني محاصرة من قبلهم من كل الاتجاهات. باتوا كسجن متنقل يلاحقني مهما ابتعدت، كلعنة تقف بيني وبين الحياة. توالت الصدمات تباعاً على الحقائق التي كانت تنهال علي والتي لم ألاحظها فيما سبق و كأني كنت مغشية طوال تلك الفترة.

وفجأة وبدون سابق إنذار اتضحت الصورة وتعرت كل الوجوه. أصبحوا كالوحوش التي ستفتك بي في أي لحظة. اعتراني الخوف من كل ما سأقدم عليه. تجمدت بمكاني وفضلت القبوع في غرفتي على أن أكتشف حقيقتي و أسحق بالشر المكوم بداخلهم. وهكذا دخلت بدوامة التكرار: بات اليوم تكرار للأمس و الغد تكرار لليوم. الكثير من الأفكار تكررت برأسي مثل الهروب محاولة البحث عن مكان آخر. ولكن واقعي كان قريني الذي لم أستطع التخلص منه للآن فعائلتي حقيقتي التي لا مفر منها.