"ترويحة" تزور "جدل"
ننشر على جدل هذا النص الذي يتفاعل مع كوميكس "ترويحة" - وهي مجموعة قصص مصوّرة تتناول تجارب مراهقات/ين يعيشون توجهات جنسية وجندرية مختلفة.
انظروا الحلقة 5 من "ترويحة" خلال الرابط
ننشر هذه المادة كثمرة من ثمار التعاون بين موقع جيم ومؤسسة القوس.
اللوزة الدماغية\العصبية هي الجزء المسؤول عن تقييم المشاعر، واتخاذ القرارات، والاستجابات العاطفية، ووظيفتها الأهم هي تحديد وكشف أي تهديد يحدق بالإنسان. نظريتي هي أن اللوزة العصبية الخاصة بالأفراد الكوير تكون متورمة منذ الولادة، فيولدن مع لعنة الحساسية المفرطة؛ يرافقهن الخوف ويتربص بهن بشكل دائم، ويزورهن القلق المتطفل باستمرار.
تبدأ الكويريات، بدعم من تعليقات الأهل والأقارب المسمومة، ببناء حواجز بالسمك المطلوب داخل علاقاتهن لتفادي المساءلات العائلية، ويجمع الكويريون لائحة اعذار تستعمل عند الحاجة لإرضاء فضول المحققين والمحققات في حياتهم الشخصية. فتتحول المناسبات العائلية الى ارض معركة نحاول التملص منها بأقل اضرار ممكنة لكي لا نتسبب بعدم الراحة والانزعاج، وتصبح الأماكن العامة كالغابة المظلمة المليئة بالوحوش التي تتفرس أجسادنا وملابسنا وتحركاتنا.
ليس غريبا أن يعاني الكيان الكويري، كما حال الفئات المهمشة الأخرى، من أعباء ومخاوف مميزة تتجلى في علاقاتنا. فيكلفنا العنف والكبت المجتمعي سنوات نقضيها محاولات فك شيفرة خوفنا من ارتداء السترة الوردية الوحيدة في مؤخرة الخزانة، وكرهنا للماكياج; أو تحفظنا من الحميمية في الصداقات، ومعاناتنا من علاقاتنا الرومانسية.
لماذا إذًا يجب علينا أن نتشرب كراهية المجتمع المتواصلة؟ وكيف نستطيع التوقف عن لوم ذواتنا؟ متى سنتمكن من الامتناع عن اختلاق الأعذار لإرضاء واسكات معنفينا؟ وهل سنقدر أن نضع حدا لكل انواع الابتزاز التي نعاني منها؟
بغض النظر عن صحة نظريتي علميا، فهي تعكس واقع الأشخاص الكويريات/ين في فلسطين بوضوح. فألم بطن مجد، وتعرق وقلق راني المستمر، وهلع سري من السيناريوهات المستقبلية المحتملة، وخوف رشا من الظهور هي، للأسف، تجارب مألوفة لنا. ولكن ليس بسبب تورم لوزاتنا الدماغية وحساسيتنا المفرطة، أو حتى بسبب كوننا "دراما كوينز"؛ بل لأننا حقا نعاني من أشكال عنف وقمع عديدة. أما عن نفسي، فأريد التخلص من الكرة العملاقة المليئة بالأشواك تلك، وأتمنى أن أستطيع التخلي عن قلقي من المستقبل المجهول؛ لكن ما دمت موجودة تحت عدسة مجهر المجتمع الأليم، وبينما تتم إعادة قولبتي روتينيا وبسهولة ستظل الكرة الثقيلة وأشواكها ملتصقة بي، وسيبقى قلقي يداهمني بدون استئذان.
إضافة تعليق جديد