العلاقات السامة: الحب بلبوس آخر

30/09/2021
263 كلمة

جميع العلاقات تمر بتقلّبات. لكن كيف تصبح سامّة؟ الفنانة كريمة بن الشيخ تشاركنا تجارب عاشتها.


لا تمتلئ علاقات الحب دائمًا بالحب، بل يمكن أن تكون سامةً أيضًا. في حالتي، بدأَت القصة كإحدى أجمل قصصي، مع رجلٍ بدا في البداية حساسًا ولطيفًا ومهتمًا. عشنا في منزلٍ في الغابة أوقاتًا من الشغف اعتقدتُ أنها ستدوم. لكن في أحد الأيام، ولأسبابٍ أجهلها، تحوّل هذا الرجل إلى معذّبي ومذلّي ومعنّفي، وأصبح البيت الأحمر بيت رعبٍ وبؤسٍ فقدتُ فيه كرامتي وذاتي وهويتي. من أنا؟ أصبح سؤالًا يدور دائمًا في بالي. استغرقني البحثُ عن إجابةٍ له سنتَين. حينها، وجدتُ القوة كي أقتلع نفسي من براثن الوحش الذي كان مسيطرًا عليّ.


العلاقات السّامة ليسَت رومانسيةً فحسب، بل يمكن أن تكون مجتمعيةً أيضًا، عندما لا يكون لعاشقَين الحقّ في أن يكونا معًا، أو عندما يصبح الضغط الاجتماعي والتلاعب بمشاعرنا أقوى من أن نصدّهما، أو عندما لا يُقبل الاختلاف بيننا، ما يغيّر نظرتنا إلى أنفسنا ويجعلنا نشكّك في ذواتنا ويجبرنا على الابتعاد عن العالم وعزل أنفسنا.
العزلة هي إحدى الهدايا المسمومة لضحايا الأشخاص السّامين. أذكر أنّي كنت وحدي، غارقةً وليس بيدي أيّ حيلة... كأنّي دُفنت على قيد الحياة في بركةٍ لزجةٍ منعتني عن رؤية ما وراء المشكلات، وبناء تصوّرٍ واقعي للعالم. كنتُ في الظلام، تائهةً ووحيدة.
العلاقات الضّارة موجودةٌ في كل مكان؛ بين الأزواج، في العمل، في المدرسة وبين الأصدقاء... نحن جميعًا ضحايا مُحتملين لهذا النوع من الكائنات المفترسة. لكنّ إحدى الطرق لتجنّب الوقوع في شِراكها هي أن نتمسّك بنظرتنا إلى العالم، كي لا نراه من خلال عيونها المشوّهة.