إبراهيم الغربي أيقونة الشرّ التي حكم عليها التاريخ المصري بالنسيان

في عشرينيات القرن الماضي، كانت القاهرة تشهد تحوّلات عميقة وأحداث مثيرة، وكأن المدينة تُعيدُ رسم ملامحها على إيقاع الثورة ومطالب التغيير. أصداء ثورة 1919 ما تزال تتردّد بقوة، وقضية ريا وسكينة تهيمن على الأذهان مشتعلة بالنقاشات ومسيطرة على الحديث العام. وبينما كانت مصر تتأرجح بين بناء هويتها الوطنية ومواجهة إرثها الاستعماري برزت فضيحة أخرى لا تقل جدلًا: السقوط المدوي لإبراهيم الغربي.

هذا الرجل الذي أُطلق عليه لقب "ملك الأزبكية" وُصف بأنه واحد من أكثر الشخصيات نفوذًا وإثارة للجدل في زمانه. هيمن اسم مالك بيوت الدعارة النوبي على العناوين والصحف وقاعات المحاكم، وكان محور الحديث والفضول في ذلك الوقت. ومع ذلك وعلى النقيض من ريا وسكينة، الشقيقتان اللتان خُلدت سيرتهما في المخيلة الشعبية كرمز للجريمة وأيقونة للشرّ، فإن ذكر إبراهيم الغربي طُمس من الذاكرة الجماعية رغم أن قضيته كانت أكثر إثارة وتشابكًا من قضية الشقيقتين القاتلتين، إلا أن قلة من المصريين يعرفون عنه اليوم.

لماذا احتفظت الذاكرة المصرية بشخصيات مثل ريا وسكينة كرموز للإجرام والشرّ، بينما تُركت شخصيات مثل إبراهيم الغربي بكل ما تحمل من تعقيد وتناقض لتُمحى من السرد الثقافي؟ ما الأسباب الكامنة وراء هذا التمييز؟ في هذا المقال سنقترب من هذه التساؤلات في محاولة لفهم ديناميات الذاكرة الجمعية المصرية وانعكاساتها على مسألة الهوية.

أصول الغربي: نوبي من على هامش التاريخ

وُلد إبراهيم الغربي عام 1850 في بلدة كورسكو النوبية، قبل أن يفرض الاستعمار البريطاني حدوده التعسفية التي قسمت النوبة إلى شطرين: مصري وسوداني. نشأ إبراهيم في كنف أسرة نافذة تعتمد تجارتها الرئيسة على بيع وشراء البشر، في وقت كانت فيه تجارة الرقيق متجذّرة في المنطقة لقرون. لم تكن هذه التجارة مجرد نشاط عابر، بل نظامًا معقّدًا يربط النوبة بالسودان ومصر، إذ نُقل المستعبدون عبر الحدود والأنهار والقوافل ليعملوا كخدم في المنازل وعمال في الحقول وجُنّدوا بأعداد كبيرة في جيش محمد علي ومشروعه التوسعي. لم تقتصر هذه الممارسة على الأثرياء فقط، بل شملت أيضًا الطبقة المتوسطة في مصر كما أنها استمرت لوقت طويل فعلى الرغم من إلغاء الرقّ رسميًا عام 1877، استمرت تلك التجارة سرًا متوغلة في تفاصيل الحياة اليومية والنظام الاقتصادي1.

في هذا السياق نشأ إبراهيم محاطًا بثقافة ترى في تجارة البشر جزءًا من نسيج الحياة اليومية. لكن رحلاته إلى السودان في شبابه غيّرت مسار حياته تمامًا؛ إذ يُعتقد أنه بدأ في تقبل ميوله الجنسانية المختلفة، وهو أمر رفضته عائلته بشدة لدرجة أن نبذته وطردته. بدلًا من الانهيار قرّر إبراهيم إعادة تشكيل حياته على نحو جديد، مستخدمًا إرثه عن أبيه ليغير النشاط التجاري لعائلته. ومن هنا شرع في  بناء إمبراطورية جديدة في القاهرة، والتي مع حلول تسعينيات القرن التاسع عشر امتدت لتصبح شبكة واسعة تضم 54 بيت دعارة في حي الأزبكية2.

لم تكن الأزبكية مجرد حي عادي؛ بل كانت مركزًا نابضًا بالحياة يجمع بين الترفيه والثقافة، ويمثّل القلب النابض للقاهرة في تلك الحقبة. كانت الأزبكية مساحةً للتداخل الاجتماعي، حيث اختلطت الطبقات المختلفة: الفقراء بالأثرياء، والفنانون بالسياسيين. كما احتضن الحي أبرز الفنادق السياحية مثل "شيبرد" و"إنتركونتيننتال" التي استضافت شخصيّات عالمية مرموقة. لكن خلف هذه الواجهة البراقة كان الحي معقلاً للأنشطة الخفية، حيث تداخلت اللغات والثقافات والطموحات والرغبات المحرمة لتخلق عالمًا موازيًا ينبض بتناقضات المدينة. كانت بيوت الغربي السرية أكثر من مجرد أماكن للجنس؛ كانت مساحات للتبادل الثقافي والاجتماعي، اختلطت فيها الحدود الطبقية والثقافية.

في هذا المشهد المزدحم، تحوّل إبراهيم الغربي إلى شخصية شبه أسطورية وصل نفوذها إلى درجة أن السياح كانوا يأتون لمشاهدته ضمن جولاتهم السياحية في مصر، وكأنه "الهرم الرابع" للمدينة3. وكما وصفه قائد شرطة القاهرة البريطاني "راسل باشا" فقد كان يُرى كل مساء جالسًا متربّعًا على مقعد أمام أحد بيوته في شارع عبد الخالق. كان يرتدي زي النساء مغطًّى بالثوب الأبيض، يمدّ يده المزيّنة بالجواهر ليقبلها أحد المارّة من المعجبين، أو يُصدر أوامر صامتة لخدمه. هذا الرجل كما وصفه راسل "كان يتمتّع بنفوذ مذهل في البلاد، تجاوز عالم الدعارة ليصل إلى السياسة والطبقات الراقية في المجتمع"4.

الاعتقال والسقوط

الحرب العالمية الأولى غيّرت وجه العالم بأسره، ولم تكن القاهرة بمنأى عن تلك التحولات الكبرى، كما لم يكن إبراهيم الغربي بعيدًا عن تداعياتها. ففي عام 1916 اعتُقل الغربي لأول مرة في حملة شنتها السلطات البريطانية لـ"تطهير" المدينة وخاصة حي الأزبكية من الأنشطة التي عدّتها تهديدًا لأخلاق الجنود البريطانيين، خاصة مع تزايد أعدادهم في القاهرة بصورة ملحوظة خلال فترة الحرب.

تكشف مذكّرات راسل باشا بوضوح أن الموقف البريطاني الصارم ضد المثلية الجنسية كان عاملًا رئيسًا في استهداف الغربي واعتقاله. ومن جانبها لم تقتصر الحملة على مكافحة الدعارة فقط، بل شملت أيضًا فرض رقابة مشدّدة على أماكن الرقص وتناول الكحوليات والمخدرات، في محاولة لفرض رؤية أخلاقية متزمتّة تعكس السياسات البريطانية العسكرية في تلك الفترة. بهذا أصبح الغربي بشخصيته المثيرة للجدل ونشاطه البارز هدفًا طبيعيًا لتلك الجهود.

لكن في العام التالي 1917 خرج الغربي من السجن وعاد بقوة. خرج أنصاره إلى شوارع القاهرة للاحتفال به في مسيرة التتويج ملكًا على الأزبكية. هذا المشهد كان بمثابة إعلان مفاده أن قبضته على المنطقة ونفوذه لم يتزعزعا بل على العكس، كانت عودته تحديًا صارخًا لسلطات الاحتلال البريطاني وكشفًا عن حدود سيطرتها على المدينة، بل وربما عن حاجتها الضمنية لاستمرارية نشاطه.

ثم جاءت الضربة الكبرى في عام 1923 عندما اعتُقل الغربي مجددًا بتهمة "إفساد أخلاق الفتيات والنساء" وهي تهمة عبرت عن تورطه العميق في تجارة الجنس، ثم انتقلت للقضاء إذ سرعان ما تحوّلت قضيته إلى واحدة من أكثر المحاكمات إثارة في تاريخ مصر الحديث. خلال محاكمته  عام 1924 أصبح الغربي حديث الصحف المحلية والدولية. ولم يكن ذلك بسبب طبيعة التهم المنسوبة إليه فقط، بل أيضًا بسبب الكشف عن شبكته الواسعة من الفساد. قرّر الغربي ألا يسقط وحده، وكشف في تصريحاته عن تورّط مسؤولين رفيعي المستوى، متحدثًا عن رشاو مادية وجنسية مكّنته من مواصلة أنشطته لفترة طويلة. وعلى الرغم من أن جلسات المحكمة ظلت سريّة لحماية الأسماء التي ذكرها الغربي، إلا أن الأخبار تسرّبت، مما أثار ضجة في الرأي العام المصري وزاد من تعقيد القضية.

لقد كان سقوط الغربي حدثًا دراميًّا، ولكن هل كان تعبيرًا عن فساد النظام فحسب أم أنه شكّل جزءًا من مساعي الدولة لإعادة تحديد مفهوم "الأخلاق" وصناعة "الشرير الوطني" الذي تحتاجه لترسيخ هويّتها؟

أيقونات الشرّ الوطني: ريا وسكينة والغربي

تُبرز قصتا إبراهيم الغربي وريّا وسكينة أوجه تشابه لافتة، ليس فقط في طبيعة الجرائم بل في الظروف الاجتماعية والسياسية المحيطة بهما، إذ تعكس القضيتان القلق الأخلاقي والاجتماعي الذي اجتاح مصر في عشرينيات القرن العشرين. كانت هذه القضايا رموزًا تُجسد الخوف من التفكك الأخلاقي والتغيرات التي عصفت بالبنية التقليدية للأسرة والمجتمع بفعل الحداثة والاستعمار.

كان القلق المتصاعد حول اختفاء النساء والفتيات الخيط المشترك بين القصتين، وهو خوف يعكس أزمة أعمق تتعلق بتفكك القبضة الأسرية التقليدي وتحرر النساء من قيود المنزل. في حالة ريا وسكينة صُوِّرت ضحاياهنّ كرموز للفضيلة الأسرية، مما جعل جرائمهما تبدو كاعتداء على أسس المجتمع ذاته. ورغم أن الرجال المرتبطين بهما كانوا المسؤولين فعليًا عن ارتكاب جرائم القتل ركّز الإعلام على الأختين وصوّرهما كرمزين للشر المطلق، مما قاد إلى إعدامهما في خطوة غير مسبوقة للنساء في تاريخ مصر، أُريد منها أن تكون رسالة رادعة. لم يكن إعدام ريا وسكينة مجرد عقوبة قانونية، بل كان فعلًا سياسيًا وثقافيًا يهدف إلى تهدئة المخاوف العامة وترسيخ صورة الدولة الحديثة كحامية للأخلاق والقانون.

رغم اختلاف التفاصيل، جاءت قضية إبراهيم الغربي بعد عامين فقط كتعبير آخر عن هذه الديناميكية المتشابكة. على الرغم من أن نشاطه في عالم الدعارة بدأ منذ تسعينيات القرن التاسع عشر، فإن توقيت سقوطه ومحاكمته عام 1924 يعكس تغيرًا واضحًا في أولويات الدولة المصرية بعد ثورة 1919. في هذا السياق سعت مصر الجديدة للتخلّص من إرثها الاستعماري وبناء هوية وطنية حديثة، ولم يعد هناك مكان لشخصيات مثل الغربي التي اعتُبرت رموزًا للانحطاط الأخلاقي المرتبط بالحقبة الاستعمارية.

تورُّط الغربي في الجنس التجاري لم يكن مجرد تحدٍّ للأخلاق العامة، بل كان تمثيلًا لأزمة اجتماعية عميقة تواجه المجتمع المصري في تلك الحقبة. ورغم نفوذه وشبكاته الواسعة كان سقوطه ضرورة لترسيخ صورة الدولة الحديثة. ومن هنا مثّلت محاكمته رسالة قوية لترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية وقطع الصلة مع ممارسات الماضي التي أرادت الدولة المصرية أن تتبرأ منها.

تُظهر الديناميكية المشتركة بين قضيتي ريا وسكينة والغربي كيف استُخدمت "أيقونة الشر الوطني" كأداة لإعادة تشكيل الهوية المصرية في فترة مضطربة من التحوّلات الاجتماعية والسياسية. لم تكن تلك الشخصيات مجرد رموز للجريمة، بل أدوات في بناء السردية الوطنية الحديثة.

الإعلام وصناعة الشر

لعبت وسائل الإعلام دورًا جوهريًا في ترسيخ قصة ريا وسكينة في الذاكرة الجمعية، فقد اكتسبت قصتهما مكانتها الأيقونية من خلال الإنتاجات السينمائية والمسرحية والتلفزيونية مثل فيلم "ريا وسكينة" (1953) الذي كتبه نجيب محفوظ، والمسرحية الكوميدية الشهيرة التي قُدمت عام 1985 بمشاركة شادية وسهير البابلي. أعادت هذه الأعمال صياغة الحكاية لتناسب الجمهور، غالبًا مع تحريف للحقيقة التاريخية وتبسيطها عبر التركيز على سردية ساذجة تصوّر ريا وسكينة كامرأتين فقيرتين تتلاعبان بضحايا من الأسواق لسرقتهن وقتلهن.

في الواقع، كانت الضحايا جزءًا من تجارة الجنس السرية التي أدارتها الأختان. معظمهن كن عاملات جنس مستقلات يدفعن عمولة لاستخدام بيوتهما. ومع ازدياد شبكات الإتجار بالجنس بعد الحرب العالمية الأولى وعودة شركاء ريا وسكينة من الرجال الذين جُنّدوا في الحرب محمّلين بصدمات نفسية وعنف مكتسب ازدادت السيطرة والقمع ضد هؤلاء العاملات المستقلات، اللواتي أصبحن يُعتبرن تهديدًا لاحتكار شبكات الجنس التجاري5

قدم مسلسل "ريا وسكينة" (2005) بطولة عبلة كامل وسمية الخشاب والمستند إلى كتاب صلاح عيسى معالجة تاريخية أدق وأكثر جرأة، إذ أشار بوضوح إلى دور الدعارة في القضية، وهو ما جعله يحصل على تصنيف للكبار فقط.

على الجانب الآخر، نجد أن وسائل الإعلام تعاملت مع شخصية إبراهيم الغربي بشكل مختلف تمامًا. فرغم تعقيد قضيته ونفوذه وعلاقاته المتشابكة مع السلطة، إلا أنه لم يحظ بنفس الحضور الثقافي. ظلّ الغربي غائبًا تقريبًا عن الساحة الفنية والإعلامية، وحتى في المحاولات القليلة التي تناولت شخصيته، أُعيدت صياغتها بطريقة تُبعدها عن أي تناول صريح أو تمثيل يثير الجدل.

في مسلسل "أدهم الشرقاوي" (2009) الذي ركز على شخصية الشرقاوي كرمز شعبي يقاوم الاستعمار البريطاني، قُدِّم إبراهيم الغربي كنقيض للبطل، ورمزًا للفساد عبر دعمه للاحتلال، فيما هُمّشت الجوانب المتعلقة بكويريته وارتدائه ملابس نسائية وكأنها تفاصيل لا يُراد الاعتراف بها. أما في رواية "ليل المحروسة" لمصطفى عبيد (2019) فقد صُوِّر كشخص "لا يحب افتراش النساء، والأغرب أنه ليس لوطيًا يميل إلى بني جنسه" ما أضاف مزيدًا من التشويه لشخصيته عبر محو هويته الكويرية بالكامل. هذا التجاهل يعكس حقيقة عجز الثقافة الشعبية عن التعامل مع شخصيات تخترق الحدود التقليدية للجنس والعرق ومعايير الأخلاق السائدة.

الفرق هنا أن قصة ريا وسكينة استُخدمت كتحذير أخلاقي أو إطار درامي وكوميدي مشوّق، بينما كانت شخصية إبراهيم الغربي، بتقاطعاتها المعقدة بين قضايا الجنس والعرق والكويرية تُبرز تعقيدات المجتمع بطريقة يصعب استيعابها أو تبسيطها. كان إبراهيم الغربي شخصية متعدّدة الأبعاد لا تناسب السرديّات السائدة، إذ كان نوبيًا في بلد لا يعترف بتنوّعه العرقي إلا في إطار نمطي ومحدود، وكان يرتدي ملابس النساء أحيانًا، ويسيطر على شبكة واسعة من بيوت الدعارة في فترة اضطرابات اجتماعية وسياسية. هذه العوامل جعلت قصته غير مريحة لذاكرة جمعية تسعى لتقديم صورة مثالية عن ماضيها.

إنها قصة تضعنا أمام أسئلة صعبة حول كيفية كتابة التاريخ، ومن يُسمح له أن يبقى في الذاكرة ومن يُمحى منها. هل يمكن للشخصيات الكويرية أن تكون جزءًا فاعلًا من التاريخ؟ أم لابد أن تكون دائمًا في دور الشرير وتطمس معالمها؟

محو إبراهيم الغربي: سؤال الهوية والذاكرة الوطنية

محو إبراهيم الغربي من الذاكرة الجمعية لم يكن مصادفة، بل انعكاسًا لمنظومة تعيد تشكيل التاريخ وفق متطلبات السلطة والثقافة. بينما بقيت روايات مثل ريا وسكينة في الوعي الجمعي لدعم سرديات سائدة عن دور الدولة وإجرام النساء أو قهرهنّ. شكّل الغربي تهديدًا لتلك السرديات بسبب شخصيته المعقّدة التي تجاوزت التصنيفات التقليدية للشر؛ نوبي يسيطر على عالم الدعارة، وكويري يعيش متحديًا مجتمع أبوي متزمّت، كلها عناصر جعلته نموذجًا غير مريح للذاكرة الوطنية، ففضّلت محوه أو تشويهه عوضًا عن احتوائه أو استيعابه.

الغربي لم يكن مجرد شخصية عابرة في تاريخ مصر، بل مثّل تحديًا كبيرًا في مواجهة السرديات الرسمية حول الصورة المثالية للهوية الوطنية؛ يكشف محوه عن ميل لتبييض التاريخ وإقصاء ما لا يتناسب مع هذه الصورة، خاصةً تاريخ العبودية والدعارة وغيرها من الممارسات التي يُعتبر مجرد الاعتراف بها تهديدًا.

قصة الغربي ليست فقط عن رجل عاش في فترة اضطرابات، بل عن مجتمع يعيد تشكيل هويته عبر محو "التاريخ غير اللائق". إنها شهادة عن كيفية صنع الذاكرة الجماعية، وكيف تُشكّلها القوى السياسية والاجتماعية، وهو أمر قد يعوق بيننا وبين ماضينا، والذي إذا  أردنا فهمه بعمق، فعلينا قبول الرمادي بين الأسود والأبيض، وطرح أسئلة تتجاوز السرديات السائدة: من يُسمح له بالبقاء في الذاكرة، ومن يُحكم عليه بالنسيان؟

  • 1Terence Walz and Kenneth M. Cuno, eds., Race and Slavery in the Middle East: Histories of Trans-Saharan Africans in 19th-Century Egypt, Sudan, and the Ottoman Mediterranean (Cairo: The American University in Cairo Press, 2010).
  • 2Nora Noralla, "Ibrahim El-Gharaby: The Pimp Emperor," Cairo52, September 11, 2020, https://cairo52.com/2020/09/11/ibrahim-el-gharaby-the-pimp-emperor/.
  • 3Raphael Cormack, Midnight in Cairo: The Divas of Egypt’s Roaring '20s (New York: W. W. Norton & Company, 2021).
  • 4Thomas Russell Pasha, Egyptian Service, 1st ed. (1923).
  • 5Nefertiti Takla, “Murderous Economies: Sex Trafficking and Political Economic Change in Alexandria, Egypt, 1914-1921”, Égypte/Monde arabe [Online], Troisième série, Everyday Alexandria(s) — Plural experiences of a mythologized city. URL: http://journals.openedition.org/ema/3784

أحمد عوض الله

كاتب ومدرّس ومؤرّخ مقيم في برلين، يركز عمله على تقاطعات الصحة والجنسانية والجندر والهجرة من خلال مقاربات متعددة.

إضافة تعليق جديد

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.