من إيزيس إلى العذراء والسيّدة زينب: رموزٌ أنثويّةٌ مقدّسة في مجتمعاتٍ تنبذ نساءها

بعد عودتي من عيد مولد العذراء في درنكة بأسيوط وقبلها في جبل الطير، ومشاهدتي آلاف المسيحيّين والمسلمين يمجِّدون مريم العذراء ويعظِّمونها في هذا الاحتفال الشعبي، صعُب عليَّ فهم تماثل الاسم وتناقض الأقدار بين مريم العذراء، أم يسوع المُبجَّلة، وبين مريم، صديقتي التي تخدُم في الكنيسة منذ طفولتها وتدرس العلوم اللاهوتية إنَّما من دون بلوغ أيّ مرتبةٍ دينيَّةٍ كرفقائها من القسّيسين الذكور، وبين مريم أخرى جاورَتني منذ سنواتٍ في ورشة السيكودراما، بكت حتّى انتحبَت وذهب صوتها حين حكَت قصّة ختانها رغمًا عنها التزامًا من أهلها بما يعتقدونه سنّة الرسول.

فكيف تقدِّر شعوب المنطقة النساء القدِّيسات والوليَّات ويتبرَّكن بهنّ، بينما تضع النساء في مكانةٍ دونيّة؟ وما الأسباب التي تجعل المجتمعات الأبوية تتمسَّك، إلى الآن، بتقديس المرأة كرمزٍ روحي، على الرغم من التحوّلات العقائدية الجذرية في الأنظمة الميثولوجية التي قامت على تبجيل قوَّة الأنثى في قديم العصور، ثمَّ اتجهَت إلى انحيازاتٍ أبويةٍ تركَّزت على الذكر وشرَّعت امتيازاته؟

القداسة الرمزية: مسارٌ موازي لسقوط الأنثى من الألوهية إلى العبودية

يتتبَّع الباحث أحمد الزلوعي تصوُّرات الإنسان البدائية عن الأنثى في مقاله «الألوهة المؤنَّثة وأصداؤها»، ويقول: «رأى الرجل المرأة ينتفخ بطنها بغير سببٍ، ثمَّ يخرج منها إنسان حيٌّ، ثمَّ ترضعه من صدرها غذاءً مخصوصًا، فربط بين الأنثى وبين قوَّة الحياة الغامضة». إلى ذلك، يؤكِّد فراس السوَّاح في كتابه «لغز عشتار: الألوهة المؤنَّثة وأصل الدين والأسطورة»، أن مكانة المرأة الاجتماعية في العصور الأولى كانت مختلفة، فقد أدَّت دورًا كبيرًا في رسم التصوُّر الديني والغيبي الأوَّل وولادة الأسطورة الأولى، وعكسَت الصورة المتخيّلة والمرسومة عن المرأة في ضمير الجماعة1

ينقد السوَّاح الاعتقادَ السائد بأنّ العائلة بنظامها الأبوي قديمةٌ قِدَم المجتمع الإنساني، ويؤكِّد أن التجمُّع الإنساني الأوَّل لم يتأسَّس بقيادة الرجل المحارب الصيَّاد، بل نشأ حول المرأة القادرة على العناية والرعاية، بحيث شكَّلَت العائلة الأمومية، التي كانت نواة المجتمع الأمومي، معظم المجتمعات الإنسانيَّة الأولى التي سبقَت الزراعة والملكيَّة والنزاع على الأرض وتوريثها. ومن هنا، أُسنِدت تباعًا تلك الأدوار إلى الرجال المحاربين مع تسجيل فروقٍ بين المجتمعات الإنسانية التي ظهر في بعضٍ منها دورٌ واضحٌ للنساء المحارِبات والحاكمات.

ولكنّ الكاتبة النسوية، نورة، تختلف مع الرأيَين أعلاه في تحليلها لقوَّة النساء تاريخيًا. ففي مقالٍ لها بعنوان «الحيض الجذور التاريخية للإقصاء»، تتبِّع الكاتبة أنثربولوجيا علاقة المجتمعات الإنسانية وتصوُّراتها الخاطئة عن حيض النساء، وتستند إلى ما أسمتهُ فرانسواز إريتييه (Françoise Héritier) «القيمة التمييزية للجنسَين»، التي تنسجُ تصوُّرًا عن المرأة في صورة إنسانٍ جريحٍ يتعذَّب كلَّ شهرٍ نتيجة ذلك الجرح الدائم والتئامه. وهذا ما جعل المرأة صاحبة «إعاقةٍ مُزمنة» في المخيّلة الجَمعية، كأنّ الطبيعة قدَّمت برهانًا على دونيَّة النساء وتبعيَّتهن للرجال. وعزّز ذلك أيضًا توجّهَ المجتمعات أنثربولوجيًا وميثولوجيًا نحو تدنيس الحيض، بحيث سيطر اعتقادٌ بنجاسة الدم على المخيِّلة العامَّة لمختلف الشعوب والأديان، فغالَت المجتمعات في تقديس دور الأم الحامل والمُرضِعة (التي لا تحيض) بينما نكَّلت بالحائضات.

مع ذلك، يختلف هذا العرض مع تقديم نوال السعداوي للحضارة المصرية القديمة في كتابها «الأنثى هي الأصل»، حيث اعتبرَت أن الديانات قامَت على تعادل الرمزية الأنثوية والذكرية، بل إنّها حرَّرَت الإلهة الأنثى من أدوارها البيولوجية والرعائية، ووجدَت لها دورًا مُعادلًا لا ينافي أدوارها البيولوجيّة في الحرب والعدل والكتابة والحكمة وحتى المجون؛ فقد كانت حتحور إلهة الأمومة والخصوبة هي ذاتها سخمت إلهة الحرب والحماية والانتقام. وهذا التصوّر هو نفسه الذي انطلق منه السوَّاح في الكتابة عن عشتار، الأم العذراء والبغي المقدَّسة والحكيمة المُنتقِمة، وقد تكاملَت كلُّ هذه الصفات وعبَّرت عن ذاتٍ كلِّيةٍ متعدِّدةٍ لا مُتناقضة. وبحسب السعداوي، كان الكهنوت عملًا مشتركًا بين الرجال والنساء، وتولَّت بعض النساء الحكم لفتراتٍ، كما رُسِمت النساء الراقصات والعازفات والنسّاجات والتاجرات على جدران المعابد2.

ولمّا سادت الديانات الإبراهيمية في المنطقة العربية، اجتمعَت على إلهٍ مذكّرٍ أنزل رسائله وشرائعه على أنبياءٍ كلّهم من الذكور، وأكّدَت على نجاسة دم الحيض الذي كان سببًا في سحب الثقة من النساء في دور العبادة وحرمانهنّ من القيادة الدينية. تولّى الرجال وظيفة الكهنوت في اليهودية والمسيحية، ومُنعت المُسلمات من إمامة المصلِّين الرجال بينما سُمح لهنّ بإمامة النساء لكن من دون تقدُّمهنّ عليهنّ في الصّف3. ويعود الباحث ألفي كامل شند في مقاله «إشكالية المرأة في الأديان الإبراهيمية» إلى تشرُّب الديانات الإبراهيمية لثقافة وقيم البيئة البدوية الرعوية التي ظهرَت فيها، لاسيّما في نظرتها وموقفها من المرأة.

تتّفق إيفون يزبك حدَّاد، صاحبة كتاب «بنات إبراهيم: الفكر النسوي في اليهودية والمسيحية والإسلام»، مع ما راح له شند، ولكنها تتَّبع تأثير الحضارات الأمومية وشبه الأمومية في المنطقة على تشبُّث أصحاب تلك الديانات بالرمزية الأنثوية في الميثولوجيا الشعبية، وتقول «تحتفي كلُّ هذه الأديان بذكرى نساءٍ ذوات بأسٍ وعلمٍ لعبن دوْرًا ما محوريًا في تاريخ الخلاص. ومع ذلك، فمِن المشترك بين أغلب عقائد العالم الكبرى، أنه لم يكن أيٌّ منها جيدًا بصورةٍ واضحةٍ بالنسبة للنساء، فثلاثتها دفعَت النساء نحو وضعٍ هامشي متدنٍّ، مستبعدةً إيّاهن من المشاركة الكاملة في حياة المجتمع الاجتماعية والثقافية والدينية»4.

عن هذا يقول باحث الميثولوجيا، أحمد حازم في مقابلةٍ مع جيم، إنّ الديانات قبل الإبراهيمية في المجتمعات الزراعية المستقرَّة التي تمكَّنت من تكوين حضاراتٍ كمصر والشام وبلاد فارس، عكسَت الاستقرار والتناغم بين الرجال والنساء والتكامل بين أدوارهم/ن المجتمعيّة في الميثولوجيا الدينية خاصّتها من دون انحيازٍ أو إقصاءٍ لأيّ من الجنسَين. لكنّ الديانات الإبراهيمية نشأَت في معظمها وتطوّرَت في مجتمعاتٍ قبَليةٍ غير مستقرَّة5، انحازَت للرجال وأسندَت لهم دورًا في الحروب والصيد والتجارة وتأمين الحياة، بحيث لم تجد النساء مساحاتٍ للعمل المستقرّ، فأُسندَت لهنّ الولادة والرعاية والاحتماء بالمنازل خوفًا من الخطف أو الاغتصاب أو السّبي في بيئةٍ حافلةٍ بالمخاطر.

في المجمل، وفقًا لحازم، لا يمكن وصف الديانات الإبراهيمية بالذكورية، وإنَّما يجب تحليل الأوضاع التي نشأَت فيها والمجتمع البشري الذي احتضنها في المراحل الأولى من انتشارها، بحيث نجد أن تلك الأديان حاولَت تقنين الامتيازات بين الجنسَين لصالح الرجل في مجتمعاتها. لكنّ الإشكالية تبلورَت حينما انتشرَت تلك الأديان في المجتمعات المستقرَّة وأتَت بشرائعها كخطابٍ إلهي لا يمكن تحليله ولا نقده، ثم بنَت على أساسها القوانينَ والأعرافَ التي سادَت تلك المناطق. عندها، فقدَت مجتمعاتُ بابل والشّام ومصر التوازنَ الذي كانت صنعَته طوال قرون لصالح تشريعاتٍ ذكوريّةٍ حطّت من مكانة النساء، لكنّها احتفظَت بممارساتها الدينية وتصوّراتها السابقة عن الله والكون، فامتزجَت في أحيانٍ كثيرةٍ الطقوس الوثنيّة بالطقوس اليهودية والمسيحيّة والإسلامية. ونرى ذلك اليوم، على سبيل المثال، في استمرار إحياء الكرنفالات/الموالد، والمعابد/المقامات، وتبجيل الأنثى ودورها الأمومي من إيزيس، إلى العذراء مريم ووصولًا إلى السيدة زينب، حفيدة الرسول.

الرمزية الأنثوية الروحيّة: تماهي أم مقاومةٌ للأبوية؟

تُمجَّد إيزيس لأنها جمعَت أشلاء زوجها المذبوح أوزوريس وأعادَته إلى الحياة، ورعَت حورس الصغير حتى صار إلهًا. أمّا عشتار التي كانت سعيدةً في زواجها بالراعي تموز، فقد مُجِّد ذِكرها عندما تركَته في بيت الحياة وهبطَت إلى العالم السفلي لرؤية أختها، أريشكيجال، التي اختطفَتها ولم تُعِدها إلى الأرض حتى تدخّلَت باقي الآلهة وتعهّد تموز بالنزول بدلًا من زوجته إلى العالم السفليّ لمدّة ستة أشهرٍ من كلّ عام. أمّا العذراء مريم، فنالَت الإجلال والتقدير لكونها رعَت الإله في صفته الناسوتية، وصاحبَته رضيعًا في رحلةٍ قاسيةٍ من أورشليم إلى مصر لتحميه وتحافظ عليه، فيما حازَت نساء آل بيت الرسول مكانةً جليلةً بفعل نسبهنّ لبيت النبوة، سواء كنّ زوجاتٍ للرسول مثل السيّدة عائشة، أو ابنته السيدة فاطمة الزهراء، زوجة الإمام عليّ وأمّ الإمامَين الحسن والحسين، وطبعًا حفيدته، السيدة زينب، التي عُرفت بصبرها وقوَّتها في معركة كربلاء التي استُشهد فيها أبناؤها وأخوها الحسين.

تقول باحثةٌ مصريةٌ مسيحيّةٌ متخصّصةٌ في حقوق الأقباط (آثرَت عدم ذكر اسمها) في مقابلةٍ مع جيم، إنّ «ظهور الرمزية الأنثوية للنساء كإلهاتٍ أو مقدَّساتٍ في الميثولوجيا الدينية مرتبطٌ بأدوارهنّ في الحفاظ على أبعاد المجتمع الأبوي، سواء أكان ذلك البُعد دينيًا، أم سياسيًا أم اجتماعيًا. فكنّ إمّا أمَّهاتٍ وزوجاتٍ وفيَّاتٍ لأزواجهنّ ومُحارباتٍ دفاعًا عن أوطانهنّ مثل إيزيس وحتحور وسخمت، أو أمَّهاتٍ وحيداتٍ ثكالى مثل العذراء مريم والسيِّدة زينب، أو حتّى عالمات دينٍ أسوةً بالسيِّدة عائشة والسيِّدة فاطمة، أو وهَبن حياتهنّ للربّ، مثل القدّيستَين دميانة وكاترين. وحتى في العصر الحديث، لا يزال التقديس من نصيب القدّيسات المعطاءات مثل الأم تيريزا». وتتابع الباحثة نفسها: «شخصيًا، لا أرى نفسي امرأةً مثلهنّ. لقد قُدِّمن جميعًا قدوةً يجب الاحتذاء بها، وأثقَلن على رغبتي ورغبة كثيراتٍ غيري في التمرّد على النظام والدين الأبوي، وساهَمن في تربية ضميرٍ داخلي ممنوعٍ عليه السؤال عن عدالة الدّين وحرية الجسد».

تعقد الباحثة إيمان عمارة مقارنةً نسويةً في مقالها «العذراء والمجدلية مريم المرأة في المجتمع الأبوي» فتقول: «مريم العذراء مجرَّد امرأةٍ من بين النساء، مجرَّد أمّ ذات حضورٍ باهت، خلَّدها الدين والفنّ في دور الباكية المكلومة التي فقدَت ابنها. مريم لا تمثّل أيّ خطرٍ على المجتمع الأبوي، بل تتماهى تمامًا مع قواعده وتعليماته، لذا تمَّ تقديسها وتعظيمها لتكون مثالًا لنساء العالمين. في المقابل، مريم المجدلية تمرَّدَت وخاطرَت وتعلَّمَت وفكَّرَت، وكان لها دورٌ حقيقيّ جنبًا إلى جنبٍ مع المسيح والحواريّين، لذا عاقبها المجتمع والتاريخ بأن اعتبروها ساقطةً لا تتوانى عن التعرِّي لإغواء الرجال. يذكر مثلًا أنها تعرَّت بالكامل أمام البحّارة كي يتمّ إنقاذ القارب الذي تركبه مع الهاربين لشواطئ أوروبا في الأسطورة الشعبية».

تختلف الأديبة النسوية، سحر الموجي، مع هذا السرد والتحليل، فهي بنَت معظم أعمالها الأدبية (نون، دارية، آلهة صغيرة) على علاقة شخصيَّاتها المعاصرة بآلهة الديانات المصرية القديمة. تقول الموجي في حديثٍ لجيم إنّ «الأدب مساحةٌ لخلق عوالم موازيةٍ وعلاقاتٍ عابرةٍ للأزمنة ومتجاوزةٍ للحواجز والقوالب التي وجَدنا أنفسنا بها، إنه فرصةٌ لفهم العالم من زوايا جديدةٍ تقرِّبنا من أنفسنا ومن رغباتنا. كنتُ أشعر طوال عمري أن الحضارة الفرعونية هي أرضيَ الأولى، ومخزون الحكمة الذي لم يُقرأ بعد في ثقافتنا بالقدر المستحقّ. في روايتي "نون"، كنتُ أمام أربع بطلاتٍ يبحثن عن العشق والمحبَّة والسعادة في حياةٍ تصعِّب مهمَّتهنّ وتمنعهنّ من رؤية أنفسهنّ والآخر، فاخترتُ الإلهة حتحور، إلهة العشق والرقص والغناء والأمومة والعطاء والخصوبة، لتحكي حكايتهنّ وتذكِّرنا بما كان فينا دومًا وسيكون دائمًا من عشقٍ وعطاءٍ وتجاوزٍ للألم والانكسار والفقد، وقدرةٍ على البدء من نقطة ميلادٍ جديدة».

لا شكّ في أنّ حضور الرمز الأنثوي في تاريخ معتقدنا الديني يسمح بخلق مساحةٍ للنساء، بل يمكن أن يخلق نقاشًا نسويًا لقراءة هذا التاريخ من منظورٍ مختلفٍ وتفكيك الخطاب الذكوري، سواء الذي ولِد في النصوص الدينيّة في الديانات الابراهيمية وجاءَ من/إلى مجتمعاتٍ أبوية، أو ذاك الذي نشأَ عن عمليَّات النقل والتفسير على يد التلاميذ والمفسِّرين والمجتهِدين الرجال. وفي نهاية المطاف، القصَّة التي نرويها ليسَت كما نقرأها؛ إنَّها جزءٌ من الصورة المكوَّنة عن إلهاتنا وقدِّيساتنا التي نشترك في صنعها، إذ يمكننا أن نَراهنّ متمرِّداتٍ صامداتٍ مُحبَّات، أو خاضعاتٍ متماهياتٍ صابرات، كما يمكننا أن نّراهنّ في كلِّ الصفات الأخرى. ليس هذا بمهمّ، إنّما المهمّ فعلًا هو أن نتأكَّد من رؤيتهنّ بأعيننا نحن، لا عبر عدساتٍ أُرغمنا على الرؤية بواسطتها.

  • 1. فراس السواح: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة، دار علاء الدين، 1985، ص 25
  • 2. نوال السعداوي: الأنثى هي الأصل، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، ط3، 1990، ص 26.
  • 3. فاطمة مجيد : المرأة في الأديان الإبراهيمية، موقع ساسة بوست، 19 مارس 2021. تمت مطالعة الموقع بتاريخ 18 تموز/يوليو 2023.
  • 4. إيفون يزبك حداد: بنات إبراهيم: الفكر النسوي في اليهودية، والمسيحية، والإسلام، ترجمة هشام سمير، عمرو علي بسيوني، غنيم للترجمة، 2021.
  • 5. وفقًا لحازم، أنبياء الأديان الابراهيمية كانوا من رعاة الأغنام، واعتمدوا في باكورة دعوتهم على على المجتمعات الرعوية. مثلًا، عاش النبيّ موسى في سيناء بينما كانت مصر القديمة كدولةٍ مستقرّةٍ مركزها طيبة وتمتدّ إلى الدلتا والصعيد. أما رسول الإسلام محمّد، فوُلِد وعاش وبدأ دعوته في بيئةٍ قبَليّةٍ بدويّةٍ في شبه الجزيرة العربية.