اعتدنا في مجتمعنا على ثقب شحمة أذنَي الطفلة الرضيعة قبل أن تبلغ عامها الأول. إنّ وضع النساء والفتيات أقراط الأذن تحصيلٌ حاصل، أمّا وضعها في أماكن أخرى من أجسادهنّ فأمرٌ مستنكرٌ، فيما هو مرفوضٌ بشكلٍ قاطعٍ على أجساد الرجال.
أسرد في هذا النّص تجارب خمسة أفراد مع الثقوب والأقراط غير النمطيّة.
ــــ رباب، هي/هو/هم، 27 سنة
"أشعر بأنّني أعبّر جهارًا عن عدم نمطيّتي من خلال وضع الأقراط في أماكن مختلفة في وجهي وغير مألوفة في مجتمعنا".
وُلدتُ في بعلبك وكبرتُ فيها، وكنتُ دائمًا أرغب في الانفصال عن بيت عائلتي، فادّعيتُ أنّ الاختصاص الجامعي الذي اخترته متاحٌ حصرًا في بيروت. فانتقلتُ إليها، وبدأتُ دراستي الجامعية، وفي الوقت نفسه كنت أدنو تدريجيًا من خلع الحجاب.
الالتزام الديني غالبٌ في عائلتي، وكان انسحابي من تلك البيئة شاقٌّ. شخصيّتي احتجاجيّة ومعارِضة بطبيعتها. ولكي أعبّر عن تمرّدي على القوانين الدينية والمجتمعية النمطية، وأؤكّد اعتراضي عليها، استخدمتُ وضع الأقراط في أماكن غير تقليدية مثل الحاجب. في البداية، حاولت إخفاء الأمر عن عائلتي، فكنت ألبس الحجاب عندما أذهب لزيارتهم في بعلبك، وأغطّي الأقراط بلاصقات الجروح. كان والداي يغضّان النظر بينما تحاول أختي الكبيرة إثارة الموضوع بتعليقاتها: "أليسَ أمرًا غريبًا أن يُجرَح حاجبك كلّما زُرتِنا؟". ثمّ أصبح التمويه مفضوحًا مع الوقت، وازداد عنف أخي المُتعصّب مفتعلًا المشاكل كلّما زرتُهم. فاستغنيتُ عن زيارة عائلتي تجنّبًا لمشاجرته.
أحبّ مواجهة النظرات والتعليقات الاستنكارية التي أتلقّاها في الشارع وأماكن العمل. أشعر بأنّني أعبّر جهارًا عن عدم نمطيّتي من خلال وضع الأقراط في أماكن مختلفة في وجهي وغير مألوفة في مجتمعنا. كلّما سُئِلت: "شوي كتار، ما هيك؟"، أجيب "صحيح! وهذا هو المطلوب". إظهار الاختلاف عن الصورة النمطيّة يوحي بالقوّة والشجاعة، ويهمّني إبراز هاتَين الصفتَين في مجتمعٍ لا أشعر فيه بالأمان.
تضاءلَت رغبتي في مواجهة نمطية المجتمع من خلال الأقراط الجريئة، إلّا أنّها لا تزال عنصرًا أساسيًا في الصراع مع أخي، وأعتبر إزالتها تنازلًا لصالحه. أرفض ذلك بشكلٍ قاطع، ولكنّه خيارٌ يرتّب عليّ التوقّف عن زيارة عائلتي في بعلبك. أتأمّل في رغبتي في الثبات على موقفي خصوصًا بعد تراجع صحّة والدي. علاقتي به وثيقة ونتواصل باستمرار، ويثبطني أن أتعرّض للابتزاز العاطفي بسبب عنصرٍ صغيرٍ، فأدفع حرماني من لقاءاتنا ثمنَ حرّيتي بالتصرّف بجسدي؛ وأتساءل أحيانًا إن كان الأمر يستحق الخصام وعدم تمضية الوقت المُتاح مع والديّ قبل نفاده.
ــــ لارا، هي/أنتِ، 22 سنة
"تُعبِّر الأقراط، كما الوشم، عن الجرأة التي تتحلّى بها شخصية مَن يضعها".
لم أكترث للأقراط إلى أن صرتُ في سنّ الرابعة عشر تقريبًا. كان الأمر مُستغربًا، إذ كنتُ الوحيدة بين أخواتي التي لم أضعها قط. حينها، عاودتُ فتح الثقبَين في أذنيّ بعد أن كانا التحَما لعدم وضعي أيّ أقراطٍ لمدّة طويلة. آلماني كثيرًا. كما قرّرتُ الحصول على ثقبٍ في أنفي بعد أن جذب انتباهي ثقب الحاجب الأنفي (Septum) على وجه امرأةٍ جميلةٍ منذ ثلاث سنوات، ووجدته ملفتًا.
اعتدنا عدم إخفاء الأسرار في أسرتنا. لكنّني لم أخبر والدَيّ عندما ذهبتُ وأختي لأثقب أنفي، لأنّني توقّعتُ معارضتهما بحجّة عدم ملاءمته حجابي. قمتُ حينها بقلب الأقراط إلى داخل أنفي لإخفائها عنهما، على الرغم من خطورة ذلك قبل تعافي الثقب. لكنّي لم أستطع إخفاء السّر طويلًا، فأخبرتهما في الليلة نفسها. أحبّته أمي وأخواتي، لكنّ والدي كان يطلب مني إخفاءه عندما نخرج سويًّا، إلى أن اعتاد وجوده ولم يعد يأبه. ولاحقًا، لم يعارض رسم الوشوم على جسدي بعد بلوغي سنّ الثامنة عشر.
لكنّي تلقيتُ التعليقات المنتقِدة من باقي أفراد العائلة والمجتمع، كأنّه أمرٌ عظيمٌ يستحقّ الالتفات إليه، بل أعظم من شؤون الحياة نفسها. لا تعنيني التعليقات السلبيّة، ولو أنّها ضايقتني في البدء، فهي آراء الآخرين، لا آخذها بالاعتبار، ولا تهمّني مناقشتها. يكفي أنني أتفق مع أسرتي على اعتبار الوشوم والثقوب موضة لا تتعارض مع الالتزام الديني.
كنتُ أعمل في أحد مطاعم المأكولات السريعة وكانت لديهم سياسةٌ تمنع وضع الأقراط. فكنتُ أضطر إلى قلبه إلى داخل أنفي حتّى عند التهاب الثقب. كان يؤلمني كثيرًا. كان تبرير تلك السياسة هو الوقاية من احتمال وقوع الحليّ في المأكولات. كنتُ أُظهر الأقراط أحيانًا عندما أعمل على شباك استلام الطلبات، وعلّقَت زبونةٌ مرّةً قائلة: "أنتِ محجّبة! هل يسمح الله لكِ بثقب أنفك؟". لم أردّ عليها لكنّي قلتُ في قرارة نفسي: "ما الحرام في فعلتي؟ وحتّى لو كان حرامًا، ما الذي يسمح لكِ بالتدخّل في شؤوني؟!"
عندما أرى أشخاصًا لديهم ثقوبٌ في أماكن غير مُعتادةٍ مثل شحمة الأذن، أوّل ما أفكّر فيه هو درجة الألم التي سبّبَتها لهم، لكنّها تترك انطباعًا إيجابيًّا لديّ وتثير اهتمامي. تُعبِّر الأقراط، كما الوشم، عن الجرأة التي تتحلّى بها شخصية مَن يضعها.
ــــ ليا، هي/أنتِ، 33 سنة
"بالنّسبة لي، لا ترتبط الأقراط بالجندر، إنّما هي رمزٌ للتّمرّد على القوانين النّمطيّة في مجتمعنا العربي المحافظ".
حصلتُ على أول ثقبٍ في سرّتي. ثقبتُها بنفسي في غرفتي. تعلّمتُ هذه المهارة لأتمتّع بحرّيّة القيام بذلك متى شئت، وأيضًا لأتجنّب أحكام اختصاصيّ الثقب التي قد يُسقطها على رجلٍ يرغب في وضع الأقراط. كان ذلك الثقب أوّل ما قمتُ به للتّعبير عن هويّتي الجندريّة. صديقتي المقرّبة كانت أول من رآه، وأخفيته لمدّةٍ طويلة.
بعد مرور سنتَين، صارت هويّتي تظهر أكثر فأكثر، ومعها زادت الثقوب. وضعتُ أقراطًا في كِلتَي أذنَيّ حتّى لا يُقال إنّي رجلٌ مثليّ الجنس، وفق الصّورة النمطية السائدة، لكنّي لم أسلم من تساؤلات سائقي التاكسي و"التلطيشات" عن ميولي الجنسيّة. افتتحَت الأقراط جبهة مواجهتي مع المجتمع. اعترض والداي على وضعي الأقراط باعتبارها للنّساء فقط. بدت هذه الأمور صغيرةً بعدما كشفتُ لهما مدى انزعاجي الجندري/الجسدي. لكني في النهاية رضختُ لضغوطاتهما وأزلتُ الأقراط، وعدتُ إلى الظهور كرجل. لم تدم تلك المرحلة طويلًا. كلّما ازداد تأكّدي من هويّتي، كانت الأقراط تعود واحدًا تلو الآخر. حينها، كنتُ أعتبر الأقراط مظهرًا نسائيًّا، لكنّ نظرتي اختلفَت عندما تعمّقتُ في معرفة مسائل الجندر.
عملتُ في مركز تعليم لغاتٍ لمدّة من الزمن، وطُلب منّي أن أزيل الأقراط وأظهر كرجل. امتثلتُ لأيّامٍ عدّة، ثمّ أخبرتُ الإدارة أنّني لن أقبل بإخفاء هويّتي، وأعلَمنا الطلّاب باسمي الجديد. بعدها، صرتُ أختار أماكن العمل التي لا تتعارض مع هويّتي وقيَمي.
بالنّسبة لي، لا ترتبط الأقراط بالجندر، إنّما هي رمزٌ للتّمرّد على القوانين النّمطيّة في مجتمعنا العربي المحافظ. حتّى بصفتي امرأة، يُعتبر وضع الأقراط في الوجه عصيانًا لقواعد مظهر النساء المُتعارف عليه مجتمعيًّا، لذلك أعتبر وضع الأقراط فوق شفتي جزءًا أساسيًا من هويتي وتعبيرًا عن جرأتي.
أشتاق إلى الإحساس الذي يلي الحصول على ثقب. أحبّ ذاك النّبض الذي يستمرّ لبعض الوقت، ويذكّرني بوجود عنصرٍ جديدٍ أُضيف إلى جسمي، وهو مركبتي التي أتمتّع بكامل الحرّية لتزيينها كما أشاء.
علي، هو/أنتَ، 26 سنة
"عندما أضع أقراطًا "نسائية"، يعتبر البعض الأمرَ تعبيرًا عن هويةٍ جندريةٍ أنثوية، وتطغى على لحيتي "الرجاليّة"، فأخاطَب بضمير المؤنّث. لا يزعجني الضمير، إنّما تزعجني نظرة الثنائيّة الجندريّة".
عُرِفَت عمّتي بالأناقة والتمرّد في حيّنا في صيدا، تمامًا مثل أمّي ونساءٍ أخرياتٍ في العائلة. ما زالت تمتلك مجموعةً كبيرةً من الحلي، وتنظّمها بشغفٍ ودقّة. ورثتُ عنهنّ الاهتمام بالهندام، وأستغرب حين يسألني أحدٌ ما من العائلة: "من أين لكَ هذه الخَصلة؟".
كبرتُ في شقّةٍ في المبنى الذي سكنَته عائلتي الكبيرة. وحين حصلتُ على الثقب الأول في أذني، عرفَت العائلة كلّها وجيران الحيّ فورًا. وجذب الثقب انتباه أهالي الحيّ أكثر عندما صرتُ أضع أقراط أختي التي تثير إعجابي، فصار لقبي "تبع الحلق اللي بيشتغل مسرح" أو "الفنان المشعوط"،1 وكأنّها تبريراتٌ لفعلتي التي لا تُبرَّر لرجلٍ لا يعمل في الفنّ.
عند وفاة والدي منذ سنتين، تعرّضتُ لكثيرٍ من الضغوط لإزالة الأقراط "احترامًا للمتوفّى". وكأنّ للأقراط دلالات على قلّة الاحترام. كما دار نقاشٌ بين بعض الأقارب عن صوابيّة دخولي المسجد لأداء الصلاة. لم ينزعج والدي من مظهري في حياته، فلمَ عليّ تغييره في وداعه الأخير؟ لا أساوم على حريّة اختياري لمظهري.
كنت أحيانًا ألبس أقراطًا من نوع المشبك في الأذنَين قبل أن أثقب أذني الثانية. كنتُ آخذها من مجموعة الحليّ التي تركَتها أمّي بعد وفاتها. عندما أضعها أشعر بأنّني أؤكّد على حضورها بي. في تلك المرحلة، شعرتُ برغبةٍ في التّوقّف عن وضع الأقراط الطويلة، ثمّ بدأَت مرحلة تساؤلاتي عن هويتي الجندرية والجنسية. ثقبتُ أذني الثانية منذ نحو ثلاثة أشهر، أيضًا من دون تخطيطٍ مسبق. كنتُ مع صديقتي في صيدليةٍ لشراء بعض منتجات العناية بالبشرة، وكانت الأقراط الطبّية معروضةً عند صندوق المحاسبة، فقرّرنا بعفويةٍ شراء زوجٍ من الأقراط، وأن يحصل كلٌّ منّا على ثقب. بعدها، صرتُ أضع قرطَين صغيرَين أسودَين، وأغيّرهما فقط إن أردتُ وضع تصاميم مناسبة لحفلاتٍ معيّنة.
عندما أضع أقراطًا "نسائية"، يعتبر البعض الأمرَ تعبيرًا عن هويةٍ جندريةٍ أنثوية، وتطغى على لحيتي "الرجاليّة"، فأخاطَب بضمير المؤنّث. لا يزعجني الضمير، إنّما تزعجني نظرة الثنائيّة الجندريّة خصوصًا في المجموعات الكويريّة التي لا تخلو من أحكامٍ مُسبقةٍ مبنيّةٍ على المظهر. سُئِلتُ مرارًا عن رغبتي في ممارسة فنّ الجر (drag) بسبب وضعي أقراطًا من غير المُعتاد أن يضعها الرجال. لكنّ هذا مظهري الذي يُعبِّر عن هويّتي، ولستُ أتهندم بنيّة تأدية استعراضاتٍ فنّية.
ببساطة، أرفض جندَرة الأقراط، وأضع ما أشاء من دون الاكتراث للتصنيفات الجندريّة. حكايا النساء في عائلتي ألهمَتني، وأورثَتني التمرّد على المفاهيم النمطيّة في المجتمع، ووضع الأقراط ساعدني في اكتشاف هويّتي والتعبير عن قيَمي.
ــــ ليلى، هي/أنتِ، 29 سنة
"سابقًا، كانت الأقراط وسيلتي للتمرّد على فلسطين المتمثّلة بوالدي، ومحاكاةً للمجتمع الأميركي. الآن، صرتُ أخشى من أن ينفر أناسيَ من مظهري كأميركيّة".
يذكّرني القرط في سرّتي بصراعاتي مع والدي الفلسطينيّ المسلم المقيم في أميركا. كنتُ أرى أترابي يفعلون ما يحلو لهم، بينما قيّدَتني قوانينه من دون فهمي لخلفيّتها. كان ثقب سرّتي بداية مسيرة تمرّدي عليه.
أهدَتني صديقتي قرطًا للسرّة بمناسبة عيد ميلادي السادس عشر. عندها، لم يكن أمامي أيّ عائق، فالقانون يسمح بإحداث الثقوب في الجسم من دون إشراف الوالدَين اعتبارًا من سنّ السادسة عشر. قصدتُ المجمع التّجاري وفعلتها. تجنّبتُ الظهور في ملابس السباحة أمام والدي إلى أن ذهبنا في رحلةٍ عائلية، ولم يعد أمامي من مهرب. رأى أبي قرط سرّتي. تشاجرنا لساعةٍ ثمّ انقطعنا عن التكلّم معًا لشهرٍ كامل، واستمرّينا بالتشاجر لأربع سنواتٍ على التوالي.
لم أشعر يومًا بمرجعيّتي أو انتمائي إلى أرضٍ ما وما فيها من تقاليد مجتمعية. كنتُ في التاسعة عشر من عمري عندما سألَتني أستاذتي في الجامعة عن أصول عائلتي، أجبتُ في حينها: "فلسطين، لكنّي لا أعرف أيّ شيء عنها". طلبَت مني أن أذهب إلى المكتبة وأقرأ عنها، فانتقلتُ إلى مرحلة التعافي من الشرخ بيني وبين والدي. عندما سألتُه عن فلسطين للمرّة الأولى، فُتِح بابٌ على عالمٍ واسعٍ لم أكن أعرف منه سوى لوحةٍ رسمَها أبي لعينٍ داميةٍ خلف سياجٍ شبكيّ. بدأتُ باكتشاف السّياق الذي عاش فيه قبل انتقاله إلى أميركا. لم يربّنا أبي كأسرةٍ مسلمةٍ أو محافظة، لرغبته في الانسجام مع المجتمع الذي نقيم فيه، لكنّ عقيدته تجلّت بِلاءاتٍ مُفاجئةٍ ومربكة.
أرى القرط في سرّتي الآن كعلامةٍ زمنيةٍ للصراع المفصلي الأوّل. يبدو لي مثل "هوركروكس"2 محمّلٍ بذكرياتٍ كثيرة، ولو لم يبقَ فيه سوى حجرٍ واحدٍ من أصل أربعة. أؤمن بأنّ زواله سيكون حدثًا مهمًا ودلالةً على تحرّري النهائي من تلك المرحلة.
في بيروت، أخبّئ سرّتي. وأتنبّه لوجود قرطٍ في أنفي أثناء زيارة أصدقائي في المخيّمات الفلسطينية. سابقًا، كانت الأقراط وسيلتي للتمرّد على فلسطين المتمثّلة بوالدي، ومحاكاةً للمجتمع الأميركي. الآن، صرتُ أخشى من أن ينفر أناسيَ من مظهري كأميركيّة. لا أقصد القرط بذاته، إنّما أشعر بأنّ أيّ عنصرٍ غير مألوفٍ سيُنسب إلى كوني أميركيّة. قد أعدّل مظهري أثناء تفاعلي مع فلسطين من خلال الأشخاص، لأنّ تقرّبي منها هو أولويّتي، لكنني لا أفعل ذلك في سياقاتٍ أخرى. مثلًا، رفضتُ نزع القرط من أنفي من أجل الظّهور في إعلان.
عند زيارتي إلى أقاربنا في فلسطين، لم يعلّقوا على مظهري بالكلام لكنّي شعرتُ بأنّني "عوض الله3 الأميركيّة". أما أختي، فاختبرَت التمييز الذي مارسوه ضدّها. شعرتُ بأنّهم فضّلوني عليها لأنّها تملك أقراطًا أكثر ووشومًا أكبر حجمًا وأكثر وضوحًا مني. في مواقف كتلك، أبذل جهدًا إضافيًّا في العادة لأتقرّب من الأشخاص الذين أتفاعل معهم، بدلًا من التركيز على وجود القرط في أنفي والخشية من أن يُظهرني ذلك كأجنبية. جعلَتني تنقّلاتي الكثيرة أخلق نُسخًا متعدّدةً لأعبّر عن نفسي في سياقاتٍ مختلفة، وما زلتُ أبحث عن صيغةٍ واحدةٍ أكونُها في كلّ الأماكن.
إضافة تعليق جديد