خطاب الكراهية: لماذا تخذل منصات التواصل الاجتماعي مجتمع الميم-عين؟

تعجّ وسائل التواصل الاجتماعي، تحديدًا فيسبوك، بالمضايقات، وخطاب الكراهية، والتهديدات التي تستهدف الأفراد والنشطاء الكوير والأشخاص الذين لا يمتثلون للمعايير الجندرية التي يفرضها المجتمع. رغم التأثيرات الخطيرة والعواقب الواقعية للمضايقة والتهديدات، تتقاعس هذه المنصّات عن معالجة هذا النوع من العنف بشكل ناجع.

لنشر التوعية وتخطّي الحدود المعهودة بهدف تعزيز حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي/ات الميول الجنسية وثنائيي/ات الجنس أو متعددي/ات الخصائص الجنسية والعابرين/ات أو الترانس والكويريين/ات (مجتمع الميم-عين)، قامت مبادرات عديدة تُعنى بحاجات مجتمع الميم-عين في المنطقة العربية، بما فيها المجلّات، والمنصّات الإلكترونية، ومجموعات الدعم، والمنظمات التي تدافع عن حقوق مجتمع الميم-عين باستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة.

في الواقع، بالنسبة إلى المجموعات الكويرية والكويريين/ات ومناصريهم ومناصراتهم في المنطقة، فإن المساحة الرقمية من المساحات القليلة التي تمكّنهم/ن من تشارك خبراتهم/ن، والتعبير عن أنفسهم/ن، والتعرّف على أشخاص مثلهم/ن، وإيجاد دعم قانوني وعاطفي، والوصول إلى معلومات ضرورية عن الصحة النفسية والجنسية. لكنّ هذا الفضاء، وتحديدًا وسائل التواصل الاجتماعي المؤسسية، مليء بالمضايقات، وخطاب الكراهية، والتهديدات التي تستهدف الأفراد والنشطاء الكوير والأشخاص الذين لا يمتثلون للمعايير الجندرية التي يفرضها المجتمع. على الرغم من التأثيرات الخطيرة والعواقب الواقعية للمضايقة والتهديدات، تتقاعس هذه المنصّات عن معالجة هذا النوع من العنف بشكل ناجع.

مضايقاتٌ وتهديداتٌ بالاغتصاب وفضحٌ للميول الجنسية و/أو الهوية الجندرية

وفق دراسة صدرت في عام 2020 حول العنف السيبراني الذي يستهدف أفراد مجتمع الميم-عين في الفضاء الرقمي في تونس، والأردن، ومصر، ولبنان،1 وأجرتها مجموعة من المنظمات، منها 'موجودين'، وهي منظمة غير ربحية مقرّها في تونس، تدافع عن حقوق أفراد مجتمع الميم-عين وتعزّزها، و'موزاييك'، وهي "منظمة غير ربحية تعمل على دعم حقوق المجموعات المهمشّة والضعيفة في لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والنهوض بها"، قال 20% فقط من 238 مستجيبًا في الدراسة ينتمون إلى الأقليات الجنسية و/أو الجندرية إنّهم يشعرون بالأمان على الإنترنت. وذكر نحو 68% من المشاركات والمشاركين2 أنّهم كانوا ضحايا لهجمات إلكترونية، مثل التهكير (hacking)، والمضايقة، وخطاب الكراهية، وفضح الميول الجنسية و/أو الهوية الجندرية.

مثلًا، في بدايات عام 2021، استُهدف نشطاء وناشطات كوير تونسيون/ات شاركوا/ن في التظاهرات ضدّ الحكومة على الإنترنت وخارجه. فتعرّض المتظاهرون والمتظاهرات للاعتقال، والاحتجاز التعسفي، والاعتداء، والعنف الجنسي، والتهديدات، بغضّ النظر عمّا إذا كانوا فعليًا جزءًا من مجتمع الميم-عين في البلاد أو لمجرّد الافتراض بانتمائهم له. لكن منظمة 'هيومن رايتس ووتش' وثّقت حالات "خصّت فيها الشرطة نشطاء مجتمع الميم بسوء المعاملة في التظاهرات". وانطلقت حملة مُعيبة وشرسة على وسائل التواصل الاجتماعي، تحديدًا فيسبوك.

في هذا السياق، قام مواطنون وسياسيون وعناصر شرطة محافظون وصفحات فيسبوك قيل إنّها تابعة لاتحادات الشرطة بمضايقة نشطاء وناشطات كوير أو أشخاصًا اعتقد هؤلاء أنّهم ينتمون إلى أقليات جنسية أو جندرية، وأهانوهم/ن، وهدّدوهم/ن، و"فضحوهم/ن"، ونشروا معلوماتهم/ن الشخصية، مثل عنوان السكن وأرقام الهاتف.

وقالت إحدى الناشطات لـ 'هيومن رايتس ووتش' إنّ معلوماتها الشخصية، بما فيها عنوان سكنها ورقمها الهاتفي، نُشرت على فيسبوك، وتلقّت عشرات الاتصالات والرسائل الصوتية التي هدّدتها بالاغتصاب والقتل. في حالات عديدة، يخلق هذا النوع من الحملات الإلكترونية الاستهدافية ظروفًا مهدّدة لحياة الأفراد في مجتمعات الميم-عين، خصوصًا في البلدان الناطقة باللغة العربية حيث يتم تجريم المثلية الجنسية.

تشكّل التيارات الدينية المحافظة والمجموعات الدينية محرّكًا أساسيًا لحملات الكراهية التي تستهدف المجتمعات الكويرية في المنطقة على الإنترنت وخارجه

يبدو أنّ معظم المضايقات التي تستهدف الأفراد والنشطاء الكوير في المنطقة تُرتكب على فيسبوك، وإلى حدّ أقلّ، على منصّة إنستغرام التي يملكها فيسبوك، وفي بعض الحالات الاستثنائية، على تويتر في بلدان معيّنة، علمًا أنّ منصّتَيْ فيسبوك وإنستغرام من الأكثر استعمالًا في المنطقة العربية.

قال شربل ميدع، مؤسس منظمة 'موزاييك' ومديرها السابق، إنّ حملاتهم ومنشوراتهم على فيسبوك غالبًا ما تتلقّى تعليقات "مؤذية" تشمل خطاب كراهية قائم على الدين ومحرّض على العنف. في الواقع، تشكّل التيارات الدينية المحافظة والمجموعات الدينية محرّكًا أساسيًا لحملات الكراهية التي تستهدف المجتمعات الكويرية في المنطقة على الإنترنت وخارجه. مثلًا، في يوليو/تموز 2019، أطلقت مجموعاتٌ دينيةٌ مسيحيةٌ حملةً استهدفت الفرقة الموسيقية اللبنانية 'مشروع ليلى'، وشملت هجمات وتهديدات معادية للمثلية الجنسية.

وفق ميدع، "تسوء" التعليقات التحريضية والبغيضة عندما تروّج مجموعات من مجتمع الميم-عين لمنشورات أو حملات على فيسبوك للوصول إلى أشخاص في البلدان الناطقة باللغة العربية. ولاحظ علي بو سلمي، أحد مؤسسي منظمة 'موجودين'، الأمر نفسه، قائلًا: "بالمقارنة مع منظمات أخرى، لا نتلقّى إهانات كثيرة لأنّنا اتخذنا قرارًا بعدم ترويج المحتوى الذي ننشره. مع ذلك، عندما ندخل في شراكات [مع منظمات أخرى] تروّج للمحتوى الذي تنشره، تنهال علينا الإهانات والتهديدات".

هذا ووُثِّقت حالات تحريضٍ وخطاب كراهية على منصّات غير فيسبوك أيضًا، مثل تويتر. في أوائل مارس/آذار 2021، انتشر في السعودية ومصر وسمٌ معادٍ للمثلية يحتوي على تعليقات محرّضة ضدّ الرجال المثليين على تويتر. على الرغم من أنّ الوسم تمّ تداوله فقط لبضع ساعات، ما زال يُستخدم، كما تستمرّ التغريدات المحرّضة على العنف وحتى القتل على المنصّة. خلافًا لتونس ولبنان، مستخدمو تويتر في مصر والسعودية هم من الأكثر نشاطًا على المنصّة في العالم.

صفقةٌ جيّدةٌ: المضايقات على الإنترنت مفيدةٌ لعمل المنصّات

تتقاعس المنصّات عن معالجة هذا النوع من المحتوى المؤذي بسبب نماذج الأعمال التي تتّبعها بشكل عام، من جهة، وغياب المبادرات القوية، والإجراءات والسياسات الراسخة لديها لحماية المستخدمين والمستخدمات الكوير في المنطقة تحديدًا، من جهة أخرى.

بيّنت أبحاثٌ ودراساتٌ سابقة أنّ خوارزميات منصّات التواصل الاجتماعي المؤسسية مُصمّةٌ بشكل رئيسي لإثارة التفاعل والمشاركة. كلّما ازداد الوقت الذي يقضيه المستخدمون والمستخدمات على هذه المنصّات من خلال النقر، والتعليق، والنشر، كلّما كثُرت البيانات التي يولّدونها وتولّدنها للمنصّات لتجمعها وتستخدمها لاستهدافهم/ن بالإعلانات المستندة إلى سلوكياتهم/ن، وتفضيلاتهم/ن، واهتماماتهم/ن، ورغباتهم/ن، وما لا يرغبون فيه. نتيجة لذلك، ومن وجهة نظر حسابية رياضية، يُعتبر فيديو معادٍ للمثلية يولّد الكثير من التعليقات، والنقرات، والمشاركات مفيدًا لعمل المنصّة. كلّما حصل الفيديو على تفاعلات وتعليقات، بغضّ النظر عمّا إذا كانت مؤذية أو مسيئة، ارتفعت نسبة اقتراحه للآخرين والأخريات ومشاهدتهم/ن له. قد يطول الوقت قبل أن يلاحظ مراقبو ومراقبات المحتوى على المنصّة ذلك ويتّخذوا/ن أيّ إجراء. يُعتبر هذا النوع من "المحتوى الفيروسي" أو السريع الانتشار (viral content) مفيدًا لعمل المبتكرين والمبتكرات والمؤثرين والمؤثرات الذين يثيرون خطابات مسيئة ومثيرة للجدل سعيًا وراء الشهرة وتوسيع قاعدة متابعيهم/ن ومتابعاتهم/ن.

يُعتبر فيديو معادٍ للمثلية يولّد الكثير من التعليقات، والنقرات، والمشاركات مفيدًا لعمل المنصّة. كلّما حصل الفيديو على تفاعلات وتعليقات، ارتفعت نسبة اقتراحه للآخرين والأخريات ومشاهدتهم/ن له

وشرح ميدع: "عندما ينضمّ مستخدم جديد إلى "تيك توك" ويريد متابعين ومتابعات، ليس عليه إلّا صناعة فيديوهات يسخر فيها من المثليين والمثليات ويهدّدهم/ن، وفجأة، يزداد متابعوه ومتابعاته. قد يختلف بعض الأشخاص مع هذا المحتوى بينما يوافقه آخرون الرأي، فيُحدث ذلك جدلًا ويزيد عدد متابعيه ومتابعاته".

وذكر بو سلمي على سبيل المثال محتوى نشره أحد المؤثرين المعروف بـ 'لابا' والمقيم في المملكة المتحدة ولديه عشرات الآلاف من المتابعين والمتابعات على إنستغرام. كان منشوره عبارة عن تنمّر ومضايقة وتحريض ضدّ مستخدمين/ات آخرين/أخريات وصانعي/ات محتوى، بمَن فيهم قاصرون وقاصرات، بناءً على ميلهم/ن الجنسي و/أو تعبيرهم/ن الجندري.

أبلغت منظمة 'موجودين'، وداعموها وداعماتها، ومنظمات أخرى عن الحساب مرارًا، لكن لم تتحرّك منصّة إنستغرام إلّا بعد أسبوع على ذلك، وأزالت الحساب. بالنسبة إلى بو سلمي، لم تكُن استجابة المنصّة "سريعة بما فيه الكفاية". وأضاف: "في نهاية المطاف، فيسبوك شركة تسعى لتحقيق الربح، وتساعدها الشجارات على المنصّة في تحقيق ذلك".

مع سعي منصات وسائل التواصل الاجتماعي وشركات التكنولوجيا العملاقة التي تمتلكها إلى زيادة عدد المشتركين والمشتركات فيها وحجم مبيعات إعلاناتها في الأسواق العربية، تبقى التساؤلات حول افتقارها إلى السياسات والتدابير لاحترام وحماية حقوق الإنسان للمستخدمين والمستخدمات العرب، خصوصًا الأفراد من مجتمع الميم-عين. وقال بو سلمي: "لا يسعني التصديق بأنّ منصّة فيسبوك لا تملك الموارد اللازمة لمعالجة هذا الأمر. ما ينقصها هو الإرادة الجدية لذلك".

برأي ميدع، ينبغي أن توظّف المنصّات "الأشخاص المناسبين والمناسبات في المواقع المناسبة لمراقبة ما يجري على مواقع التواصل الاجتماعي، وتدريبهم/ن، وتثقيفهم/ن حول التنمّر والانتهاكات الجنسية على الإنترنت".

لدى توظيف مراقبي ومراقبات محتوى وتدريبهم/ن على حقوق الإنسان والانتهاكات على الإنترنت، ينبغي أيضًا أن تراعي المنصّات تنوّع اللغات، واللهجات، والسياقات السياسية والاجتماعية في المنطقة. قد يفهم مراقب محتوى مصري منشورًا معاديًا للمثلية بالعربية الفصحى والمصرية والشامية، لكن قد لا يتمكّن من تقييم الضرر الذي تتسبّب به المنشورات التي تحتوي على عبارات معادية للمثلية باللغة العامية في اللهجة التونسية أو الجزائرية.3

التعامل مع تأثيرات المضايقات والتهديدات

في المنطقة الناطقة بالعربية، حيث تظلّ المثلية الجنسية جريمة وينتشر رهاب المثلية في معظم بلدانها، بما في ذلك من قبل الجماعات الدينية، قد يكون لإخفاقات المنصات وافتقارها إلى آليات وسياسات متينة لحماية إحدى أكثر المجموعات المستخدمة لخدماتها تهميشًا عواقبَ حقيقية على حياتهم.

قد يكون التأثير مدمّرًا، لاسيما بالنسبة لمجتمعٍ مُستضعفٍ أصلًا. على سبيل المثال، قد يكون المستخدمون والمستخدمات في المنطقة الذين واللواتي يتم الكشف عن ميولهم/ن الجنسية و/أو هويتهم/ن الجندرية على وسائل التواصل الاجتماعي قسرًا في الحملات التي تستهدفهم/ن بناءً على تعبيرهم الجندري و/أو ميولهم/ن الجنسية عرضةً لأعمال عنف، أو للطرد من منازلهم/ن من قبل أسرهم/ن أو أصحاب المِلك، أو لخسارة وظائفهم/ن، ما يضعهم/ن في وضع أكثر هشاشة بعد.

قد يكون لإخفاقات المنصات وافتقارها إلى آليات وسياسات متينة لحماية إحدى أكثر المجموعات المستخدمة لخدماتها تهميشًا عواقبَ حقيقية على حياتهم

بالنسبة لبو سلمي، يختلف تأثير هذا المحتوى المؤذي "بحسب الشخص". وشرح: "إنّني أدرك أنّني محظوظٌ وأنّ عائلتي تدعمني. ومنذ أن قرّرت أن أصبح ناشطًا في قضايا مجتمع الميم-عين، فهمت المخاطر التي ترافق ذلك. لكنّ الخطر موجودٌ دائمًا"، خصوصًا للأشخاص الذين لديهم/ن مشاكل مع أسرهم/ن. وأضاف: "أعرف الكثير من الأشخاص الذين واللواتي فقدوا/ن وظائفهم/ن، وواجهوا/ن مشاكل مع عائلاتهم/ن، وطُردوا/ن من منازلهم/ن"، نتيجة المنشورات والحملات التي فضحتهم/ن على وسائل التواصل الاجتماعي واستهدفتهم/ن بسبب توجهاتهم/ن الجنسية و/أو تعبيرهم/ن الجندري.

قال ميدع: "على الصعيد الشخصي، عندما يحاول شخصٌ تغيير المجتمع بطريقةٍ ما منذ عمر 20 عامًا. وفجأةً، يحلّ علينا عام 2021، وينظر هذا الشخص من حوله ليجد أنّ الناس ما زالوا وما زلن يتفوّهون/ن بالتعليقات نفسها. عندها، يفقد المرء إلى حدّ ما الأمل ويبدأ بالتساؤل: لمَ أفعل ذلك؟ ما الذي أحاول تغييره؟ تحبط هذه الأفكار عزيمته/ها بعض الشيء". مع ذلك، قال ميدع إن "الحملات المليئة بالكراهية والتحريض تزيد عزم المنظمة على العمل بجهد أكبر".

في الواقع، لم يقِف النشطاء والناشطات الكوير والمنظمات الكويرية في المنطقة مكتوفي الأيدي حيال تقاعس الشركات عن الاستجابة بطريقة ملائمة لهذا المحتوى، ولم يلتزموا/ن الصمت بشأن تصرفاتها. بالإضافة إلى الإبلاغ عن المحتوى المسيء وإبرازه وتنظيم حملات لدفع المنصّات التكنولوجية على التحرّك، لجأ النشطاء والناشطات والمنظمات إلى تكتيكات وتدابير أخرى. مثلًا، مع تزايد المضايقات والتنمّر على الإنترنت في خلال فترة الإقفال العام في تونس، عزّزت منظمة 'موجودين' تدابيرها الأمنية.

وتقدّم المنظمة أيضًا خدمات تعزيز الأمن الرقمي – بالشراكة مع مساعدي الأمان الرقمي المنتمين إلى "أكسس ناو (Access Now)" – والدعم النفسي لمجتمع الكوير في البلاد. قال بو سلمي: "من المهمّ أن نطلع الأشخاص على كيفية حماية أنفسهم/ن على الإنترنت والمحافظة على صحتهم النفسية".

قد لا يستطيع المستخدمون والمستخدمات الكوير تجنب أضرار ومخاطر الإساءة التي قد يتعرّضون/ن لها على الإنترنت، لكن ثمّة خطوات يمكنهم/ن اتّباعها لتعزيز سلامتهم/ن الرقمية، مثل تفعيل خاصية التحقق بخطوتَيْن، واستخدام كلمات مرور قوية لحماية حساباتهم من التهكير، وتعديل إعدادات الخصوصية على حسابات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصّة بهم/ن للتحكم بما يراه الآخرين والأخريات من تفاصيلهم/ن ومنشوراتهم/ن على الإنترنت. وباستطاعة الأشخاص الذين يعيشون أو يعشن في بلدان عالية الخطورة، حيث قد يقوم مزودو خدمة الإنترنت (ISP) والسلطات بمراقبة تصفّحهم/ن لصفحات وحسابات مرتبطة بشؤون مجتمع الميم-عين، استخدام شبكة خاصة افتراضية (VPN) لإخفاء أنشطتهم/ن على شبكة الإنترنت.

ثمّة أيضًا منظمات توفّر الدعم والسلامة الرقمية للمستخدمين/ات المستضعفين/ات والمجموعات الهشة في المنطقة، مثل منصة دعم السلامة الرقمية التابعة لمنظمة 'سمكس'، ومساعدي الأمان الرقمي المنتمين إلى "أكسس ناو"، وعدّة الإسعاف الأولي الرقمي.

 

 

  • 1. شاركت في الدراسة المنظمات الآتية: 'دمج'، 'موجودين'، 'حلم'، 'أمان'، 'مساحات'، و'موزاييك'. لإعداد هذا المقال، تمكنت الكاتبة من إجراء مقابلات مع ممثلين عن منظمتي 'موجودين' و'موزاييك'. نتيجة لذلك، يركّز المقال بشكلٍ رئيسي على تونس ولبنان.
  • 2. تعيش أغلبية المستجيبين والمستجيبات في تونس.
  • 3. يركّز هذا المقال على المحتوى الذي تم حذفه لارتباطه بخطاب الكراهية ضدّ مجتمعات الميم-عين في البلدان الناطقة باللغة العربية. لا يعالج موضوع الرقابة على المحتوى المتعلّق بمجتمع الميم-عين على هذه المنصّات.