*ملحوظة: النص باللهجة المصرية.
من مراهقتي كنت بأحس بأحاسيس مختلفة تجاه البنات: سعادة و إتصال مختلف. لكن عمري ما حبيت إحتمالية كوني مثلية، وطبعا زي كل المدارس الحكومية، مافيش أي مساحات لنقاش أي شيء ليه علاقة بالجنس. المثليات إلي أعرفهم كانو ياما ممثلات في هوليود، عمري ما كنت شبهم، أو شخصيات في أفلام كوميدية سخيفة. كنت طالبة مجتهدة صغيرة الحجم ومهتمة جدا بإحترام الآخرين ليا، ومكنش إختيار إني أشوف نفسي أراجوز في الحياة، ولا إني أكون الي مجتمعة بيصوره كأسوأ مسخ، ما بين صورتي عن المثلية وما بين جمال مشاعر إعجاب المراهقة. بدأ صراع داخلي كان دايما بيحسمه هروبي من ذاتي.
خبيت هويتي، حتى بيني وبين نفسي. الأحاسيس الجميلة كانت دايما مختلطة بخذي وعذاب وكتمان. فاكرة لما "صديقتي" المقربة الي كان عندي ليها مشاعر لسنين حكتلي بكل فرحة أنها قابلت شخص معجب بيها، كنا في السينما، قالتها والفيلم بدأ، فيلم ساعتين ونص وكل إلي بعمله فيهم أني ببكي. ولكن أستمر الهروب.
حسيت أن خلاص قدري إني أبحث عن السعادة في حاجات تاني في الحياة. بحب شغلي ركزت فيه، تعايشت مع فكرة إني هعيش بألم أبدي، الحب إرتبط بالألم والإستحالة.
مرت الأيام وفتحت نافذة لنفسي بحجه الفضول وابتديت إقرا علي إستحياء عن المثلية. عملت كل الإختبارات السخيفة إلي موجودة أونلاين. قريت تجارب اخرين، قريت من مواقع علم النفس.
اتعاملت مع أول بنت مثلية نتيجة لشغلي مع فرع شركتي في أمريكا. شوفت أخيرا شخص شبهي ومثلي (مثلي و مثلي)، بيحب شغله، هادي، بتحاول تلعب رياضة. أهم حاجه اني حسيت انها انسان عادي. بس فضل جوايا مساومة أقول يمكن أنا بس متلخبطة، ممكن أعرف اتغير، وفي رحلة عمل لأمريكا تسأل الجنسانية ده سيطر علي أفكاري. حسيت يمكن ببيئة "أكثر” امان لهويتي، ولقيت نفسي بدون مقدمات بفتح التساؤل مع احدي صديقاتي المصريات اللي كنت عارفة أنها داعمة. خدت الموضوع ببساطة وايجابية شديدة. بعد المحادثة الداعمة دي، انتقلت في الرحلة دي من الهروب للتساؤل اخيرا، بالانتقال ده حسيت اني مرتاحة مع نفسي أكثر. بقيت أكثر ثقة بصفة عامة وحسيت أول مرة انه الاقتراب من هويتي شيء يجابي. بعد رجوعي عرفت أن هجرتي هتساعدني. ماكنش قدامي غير الشغل كوسيلة. قولت لأهلي بعد حصولي على عرض شغل في دولة أوروبية، ساعتها انهم يمنعوني كان أصعب لأنها فرصة قدامي. اتحججت أنها فرصة العمر في الشغل، وسافرت. السفر كان استقلال وحرية، بعد ١٥ سنه من حياة كل الي فيها هروب من ذاتي واحساسي ان ألمي ابدي لازم اتأقلم معاه، زرت طبيبة نفسية، وابتديت رحلتي في التجريب. اعتقد أن تصالحي مع ذاتي بعد الهروب منها، خلي تجاربي الأولى خالية من الذنب الي دايما بسمعه من أصحابي. بوست أول بنت وحسيت دي أكثر حاجة صح و طبيعية و تلقائية في الدنيا. و في اللحظة دي انتقلت للإعتراف بهويتي وكمان حبيتها، بعد ماكنت شايفة منها بس الرفض المجتمعي و حكم أبدي بالألم، شوفت في الإعتراف بيها أمل و حق لحياة فيها كل المشاعر، اتاخرت شويتين أول تجربة ليا كانت وأنا عندي 30 سنة و إلي كان بعد سنة ونص بس من مرحلة التساؤل ولكن معنديش شك أنه الحياة قدامي، وزي ما فيها ألام فيها حب وسعادة، فخورة بتجربتي.
إضافة تعليق جديد