كورونا وأحوالي

ﻋﻠﻰ ﺳﺮﯾﺮ ﻣﻔﺮد اﻟﺤﺠﻢ ﻓﻲ ﻏﺮﻓﺔ ﻣﻈﻠﻤﺔ ﯾﺘﻤﺪد ﺟﺴﺪي، ﻣﺤﻤﻼ ﺑﻜﺮاﻛﯿﺐ اﻟﺤﯿﺎة اﻟﺘﻲ ﺗﺆرﻗﻪ. ﻗﺪ ﺗﻈﻨﻮن أن أﺻﻌﺐ ﺗﻠﻚ اﻟﻜﺮاﻛﯿﺐ ﻫﻲ اﻟﺤﺠﺮ اﻟﺼﺤﻲ ﻟﻜﻨﻜﻢ/ن ﻣﺨﻄﺌﻮن. ﯾﺤﻤﻞ ﺟﺴﺪي ﻛﺮاﻛﯿﺒﻪ ﻣﻦ ﺳﻨﻮات ﺑﻌﯿﺪة ﺟﺪاً ﻻ أﺗﺬﻛﺮ ﺑﺪاﯾﺘﻬﺎ ﺑﺸﻜﻞ دﻗﯿﻖ وﻻ أﻋﺮف ﻛﯿﻒ أﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻌﻬﺎ.أدارﯾﻬﺎ ﺑﺎﻷﻛﻞ، ﺑﺒﻌﺾ اﻟﻤﻄﯿﺒﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﻐﺮي اﻟﻠﺴﺎن واﻟﺮوح. أﻣﻀﻲ اﻷﯾﺎم ﺑﻨﻈﺎم اﻟﻤﯿﺎوﻣﺔ واﻟﺘﻄﻨﯿﺶ، ﻣﺤﺎوﻻ اﻟﻨﺠﺎة ﺑﺄﻗﻞ أﺿﺮار ﻣﻤﻜﻨﺔ.

ﺳﻨﻮات ﻋﺪﯾﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﺴﺮﯾﺮ وﺣﯿﺪاً ﺑﻼ ﺷﺮﻛﺎء، ﺗﺪﻓﻌﻨﻲ رﻏﺒﺘﻲ اﻟﺠﻨﺴﯿﺔ إﻟﻰ اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ أﺷﺨﺎص ﺟﺪد ﻟﻌﻠﻨﻲ أﺟﺪ ﺟﺴﺪ ﻣﺎ ﯾﺸﺎرﻛﻨﻲ اﻟﺴﺮﯾﺮ، وﻟﻜﻦ ﺑﺪون ﺟﺪوى. وﺻﻞ اﻟﻤﻮﺿﻮع ﺣﺪ اﻟﻤﻠﻞ، اﺳﺘﻨﻔﺬ ﺟﺰء ﻛﺒﯿﺮ ﻣﻦ ﻃﺎﻗﺘﻲ ﻓﻤﻠﻠﺖ أو اﺗﺴﻠﻤﺖ ﻟﻔﺸﻞ اﻟﻤﺤﺎوﻻت اﻟﺴﺎﺑﻘﺔ. ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻠﯿﺎﻟﻲ ﺗﺮاودﻧﻲ ﻟﺬة ﻟﻤﺲ ﺑﺸﺮة ﺟﺴﺪ أﺧﺮ، ﺑﺸﺮة ﺳﻤﯿﻜﺔ داﻓﺌﺔ، ﯾﻜﺴﻮﻫﺎ اﻟﺸﻌﺮ رﺑﻤﺎ. ﺗﺰن ﻋﻠﻰ ﻣﺨّﯿﻠﺘﻲ ﺷﻔﺎه ﻗّﺒﻠﺘﻬﺎ ﯾﻮﻣًﺎ، وأﯾﺪي ﻻﻋﺒﺖ ﻣﻔﺎﺗﻨﻲ، وﻋﯿﻮن رﻣﻘﺘﻨﻲ ﺑﻨﻈﺮات اﻟﺸﻬﻮة.

أﺗﺠﻮل ﻋﺎرﯾًﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﺰل ﻋﻨﺪﻣﺎ أﻛﻮن وﺣﯿﺪاً. ﻻ ﺗﺮﯾﺤﻨﻲ اﻟﻤﻼﺑﺲ، أﺷﻌﺮ وﻛﺄن ﺧﯿﻮﻃﻬﺎ ﺗﺨﻨﻘﻨﻲ. ﺟﺴﺪي ﻛﺎﻟﻨﺒﺘﺔ اﻟﺘﻲ ﻟﻦ ﺗﻌﯿﺶ إّﻻ ﻓﻲ وﺟﻮد ﻣﺘﻨّﻔﺲ، وﺷﻤﺲ ﺳﺎﻃﻌﺔ ﺗﻠﻮﻧﻬﺎ. ﯾﺪﻏﺪغ اﻟﻬﻮاء ﺑﺸﺮﺗﻲ ﺑﻨﻌﻮﻣﺔ ﺗﺠﻌﻠﻨﻲ اﺑﺘﺴﻢ ﻛﻄﻔﻞ ﻏﺒﻲ ﯾﺒﺘﺴﻢ وﺳﻂ ﺑﻜﺎء اﻟﺠﻤﯿﻊ. أﻏﻨﻲ ﻟﻠﺒﺤﺮ "ﻣﺘﻐﺮﺑﯿﻦ اﺣﻨﺎ"، أواﺳﻲ ﻧﻔﺴﻲ واﻟﺒﺤﺮ اﻟﻜﺒﯿﺮ اﻟﺬي ﻻ ﺣﺪود ﻟﻪ، أﻏﻮص ﻓﻲ ﻣﯿﺎﻫﻪ اﻟﻤﺎﻟﺤﺔ ﺑﺜﻘﺔ ﻛﻄﻔﻞ ﻓﻲ أﺣﻀﺎن أﻣﻪ ﺗﻨﺎﻏﺸﻪ وﺗﺪاري ﻋﻠﯿﻪ.

ﯾﺒﺪأ ﯾﻮﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﺘﺎﺳﻌﺔ ﺻﺒﺎﺣًﺎ، رﻛﺾ ﺷﺒﻪ داﺋﻢ ﺑﺴﺮﻋﺎت ﻣﺘﻔﺎوﺗﺔ ﻟﯿﻨﺘﻬﻲ دوام اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻣﺴﺎ ًء. أﺣﻠﻢ  ﺑﻤﺎ ﻫﻮ أﻛﺒﺮ وأﻫﻢ ﻣﻦ ﻋﻤﻠﻲ اﻟﺤﺎﻟﻲ وﻟﻜﻦ اﻟﻮﻗﺖ ﯾﺪاﻫﻤﻨﻲ. وﻗﺖ اﻟﻌﻤﻞ، وﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﯿﺔ، وﻗﺖ اﻟﺪراﺳﺔ، وﻗﺖ اﻟﻮاﺟﺒﺎت، وﻗﺖ اﻟﺮواﯾﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﺪأﺗﻬﺎ ﻣﻨﺬ ﻓﺘﺮة، وﻗﺖ اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ اﻟﺠﺪﯾﺪ، ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻷوﻗﺎت اﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺘﺴﻊ ﻓﻲ ﯾﻮم أو أﺳﺒﻮع واﺣﺪ أو ﻣﺪة زﻣﻨﯿﺔ ﻗﺼﯿﺮة ﺗﺰﻋﺠﻨﻲ.

ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﻜﻮروﻧﺎ )ﻛﻤﺎ ﺑﺎت ﺷﺎﺋﻌًﺎ( ﻟﻢ ﺗﺘﻐﯿﺮ اﻟﻤﻌﺎدﻟﺔ ﻛﺜﯿﺮاً. وﺣﯿﺪاً ﻓﻲ اﻟﺴﺮﯾﺮ، ﻋﺎرﯾًﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﻈﻢ اﻷوﻗﺎت، أﺗﺴﺎﺑﻖ ﻣﻊ اﻟﻮﻗﺖ. ﺑﯿﻨﻤﺎ ﺗﻨﻬﺎل ﻋﻠﯿﻨﺎ ﻣﻨﺬ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ ﻧﺼﺎﺋﺢ وأﺷﻌﺎر ﻋﻦ اﻟﻌﺰﻟﺔ اﻟﺼﺤﯿﺔ وﻛﯿﻒ أﻧﻬﺎ ﺳﺘﻐّﯿﺮﻧﺎ ﻛﺄﺷﺨﺎص، وﺗﺠﻌﻞ ﻣّﻨﺎ ﻧﺴﺨﺔ أﻓﻀﻞ ﻋﻦ أﻧﻔﺴﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ اﻟﺬي ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﻛﻮروﻧﺎ، ﺑﻌﺪ أن اﻛﺘﺸﻔﻨﺎ ﻣﺴﺎﺣﺎﺗﻨﺎ اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ وﺗﺄﻣﻠﻨﺎ ﻓﻲ اﻟﻮﺟﻮد واﻷﻟﻮان ﻣﻦ ﺣﻮﻟﻨﺎ، واﺧﺘﺒﺮﻧﺎ اﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ أﺣﺒﺎﺑﻨﺎ وأﺻﺪﻗﺎﺋﻨﺎ ورﺑﻤﺎ ﻋﺎﺋﻼﺗﻨﺎ. ﻛﻞ ﺗﻠﻚ اﻟﻔﻠﺴﻔﺎت ﻟﻢ ُﺗﺄّﺛﺮ ﻋﻠﻰ روﺗﯿﻨﻲ ﺑﺸﻲء، أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻟﻢ ﺗﻘﻠﺒﻪ رأﺳًﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺐ ﻛﻤﺎ ﯾﺘﺼﻮر وﯾﺮوج اﻟﺒﻌﺾ ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.

دوام اﻟﻌﻤﻞ ﺛﺎﺑﺖ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻪ وﺑﻨﻔﺲ وﺗﯿﺮة اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻤﻌﺘﺎدة. ﻋﺒﺮ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ ﻛﻞ ﺷﻲء ﺳﻬﻞ وﻣﻤﻜﻦ، ﺗﻮاﺻﻞ اﻟﻔﺮﯾﻖ واﺟﺘﻤﺎﻋﺎت اﻟﻌﻤﻞ، اﻟﻜﺘﺎﺑﺔ واﻟﻨﺸﺮ واﻟﺘﻨﺴﯿﻖ، واﻟﺘﺒﻀﻊ ﺣﺘﻰ. ﺑﻌﺪ اﻟﺪوام، ﻋﻨﺪ اﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻛﻤﺎ اﻟﻤﻌﺘﺎد، واﺟﺒﺎت اﻟﺪراﺳﺔ. ﻧﺼﻮص ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ أو ﻗﺮاءات أو ﻣﺤﺎﺿﺮات ﻣﺴ ّﺠﻠﺔ ﻣﺴﺒﻘًﺎ. اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻷﺻﺪﻗﺎء ﺳﻬﻞ، ﺟﻤﯿﻌﻨﺎ ﻋﻠﻰ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺘﻮاﺻﻞ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ، ﻋﻠﻰ اﻟﻮاﺗﺴﺎب، أو أي وﺳﯿﻠﺔ ﻣﺤﺎدﺛﺎت أﺧﺮ. ﺣﺘﻰ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻦ ُﺑﻌﺪ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﺪﯾﺪة ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ، ﻓﻘﺪ ﺑﺪأ ﻣﻮﺳﻢ اﻟﺪراﺳﺔ ﻋﻦ ُﺑﻌﺪ ﻣﻨﺬ ﻛﺎﻧﻮن اﻟﺜﺎﻧﻲ/ﯾﻨﺎﯾﺮ اﻟﻤﺎﺿﻲ ﻋﺒﺮ ﻣﻨﺼﺔ "ﺟﺘﺴﻲ" أوﻻ وﻣﻦ ﺛﻢ ﻣﻨﺼﺔ "زووم" واﻟﻤﺤﺎﺿﺮات اﻟﻤﺴﺠﻠﺔ أﺻﺒﺤﺖ وﺳﯿﻠﺔ ﺗﻌﻠﯿﻢ إﻋﺘﯿﺎدﯾﺔ. واﻟﻤﻔﺎﺟﺄة اﻷﻛﺒﺮ أن اﻟﻤﺴﻠﺴﻞ اﻟﺠﺪﯾﺪ ﻻ ﯾﺰال ﻋﻠﻰ ُﯾﻌﺮض ﻋﻠﻰ ﻧﺘﻔﻠﻜﺲ ﻛﻤﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ!

ﺗﺒﺪو ﺗﻠﻚ اﻻدﻋﺎءات ﻏﯿﺮ ﻣﻨﻄﻘﯿﺔ، وﻟﻢ أﻓﻬﻤﻬﺎ ﺣﺘﻰ. ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن ﻣﺎ ﺗﻐّﯿﺮ ﻓﻌﻠﯿًﺎ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻲ ﻫﻮ اﻹﺣﺴﺎس ﺑﺎﻟﻤﻜﺎن اﻟﺬي أﻋﯿﺶ ﻓﯿﻪ، ﺑﺎﻟﻐﺮﻓﺔ اﻟﺘﻲ اﺗﺨﺬﻫﺎ ﻣﻠﺠًﺄ، وﺑﺎﻟﺤﻲ اﻟﺬي ﺑﺎت ﻟﻪ أﺻﻮات ﻋﻠﻰ ﻏﯿﺮ ﻋﺎدة، أﺻﻮات ﺳﯿﺎرات وﻣﻮﺗﺴﯿﻜﻼت وﻋﺼﺎﻓﯿﺮ ﻣﺤﺒﻮﺳﺔ ﻓﻲ أﻗﻔﺎص ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻓﺎت. أﺻﻮات ﻟﺠﯿﺮان ﺑﻌﺪ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﻠﯿﻞ ﯾﺘﻨﺎوﺷﻮن ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﺻﯿﻞ ﺗﺎﻓﻬﺔ، أو ﯾﺘﻀﺎﺣﻜﻮن ﺧﻠﻒ ﺳﺘﺮات اﻟﺸﺮﻓﺎت، ﺟﯿﺮان ﻛﺎﻧﺖ أﻋﺮف أﻧﻬﻢ ﻣﻮﺟﻮدﯾﻦ وﻟﻜﻦ ﻟﻢ أراﻫﻢ أو أﺳﻤﻌﻬﻢ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ.

Comments

بواسطة حسن. ش (لم يتم التحقق) في سبت, 27/06/2020 - 17:37

شكرا على مشاركتنا هذا الجزء من حياتك وقت الحجر الصحي. الجزء الأول كان أكثر قوة وأعلى صوتا لأنه ربما النقطة المشتركة والدائرة الأصعب لأنها مرتبطة بإحدى الحاجات الأساسية المعروفة والمتفق حولها في علم النفس:الحاجة للجنس باعتبارنا كائنات جنسية حتى وإن اختلفت أحيانا طريقة تعبيرنا واستمتاعنا بهذه الطاقة الغريزية. ليس أصعب فعلا من أن تحرم (بضم التاء) من حقك في أن تعيش (ي) مع من تختاره (ينها) شريكا (ة) بدعوى خرق الثنائية الجنسية الأصلية. التاريخ سجل ويسجل وسيجل كل أشكال القمع والتضييق التجريم التي تطالنا كمثليين (ات)... وصمة عار على جبين المستمتعين فوق أسرتهم المعادين للمختلفين والمختلفات عنهم.
كل الحب لكمن وتحية تقدير لفريق جيم.

إضافة تعليق جديد

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • Web page addresses and email addresses turn into links automatically.