ولدتُ بجسد أنثى وانا ذكر

داني

حين كنتُ صغيرًا لطالما شعرتُ بأني ولد، وكنت متيقنًا بانني سأصبح رجلًا ما اذا كبرت، كنتُ دائمًا ما أفضِّل أن ألعب مع الصبيان لا الفتيات، كان كل ما هو مصنف تحت مسمى "للذكور" انجذب إليه وأريده بكل مافيّ، حينما كبرت قليلًا بدأ التفريق ما بين ما اريده من لعبٍ من الصبيان الآخرين وما يلزمني به المجتمع كي أكون أنثى لا أنتمي لها.
وعلى الرغم من ذلك، استمررت بحلق شعري ولبس ما يصنف للذكور إلى أن بلغت التاسعة من عمري وبدأ كل شيء ينحصر ويقتصر على ما يصنف للإناث، منعي والدي من حلق شعري او قصه "كبوي" لأنه تشبه بالرجال كما يقولون، كرهت نفسي كثيرًا إلى أن تقبلت ما قالوه.

عندما بغلت كان هذا أسوأ شيءٍ في حياتي، لقد بدأ جسدي يتشكل كأنثى، ثدياي برزا وخصري قد رسم، بغضتُ جسدي واسميته لعنة حياتي، تمنيت حينها لو مت بدل أن أبلغ، كل شيء منذ ذلك الوقت وهو يعصرني ويحصرني بما لا أريده واكرهه، ألزمت بأن ألبس حمالة الصدر، أمي أصبحت تريدني أن أكتسي بالفساتين والتنانير لأنه الأفضل كما تقول للإناث، واذا ما رأتني ألبس ما يكبرني بعدة مرات صاحت ب "ذكر! أي أنوثتك؟" ولكن يا أمي ما انا بأنثى!

إلى يومنا هذا وانا أخشى أن أنظر إلى نفسي بالمرآة خوفًا من أن أرى شخصًا لا يشبهني ولا أنتمي إليه، أخاف أن تلتقي عيني بعيني وتتساءل "من انا؟ ام أنت؟ ربما هو ولكنه هي؟" اخاف أن أرى الجسد الذي انا به وتتفاقم لديّ الدسفوريا، اكره هذا الشعور... ألا أنتمي لجسدٍ ولدتُ به، أن الناس ينادونني ب"هي، أنتِ" وانا "هو، أنت" هناك من يرى أن الضمائر ليست مهمة ولكنها في الواقع هي الشيء الوحيد بهذا المكان التي تشعرنا بأننا نحن ولو بقليل.

لقد كنتُ خائفًا ووحيدًا، لم أستطع القول لأحد بأنني ذكر لا انثى طوال سنوات حياتي التي مضت، خائفٌ من عائلتي ومن هجرِ من أسميهم أصحابي لي، ولكن هذا العام استجمعت شجاعتي وأخبرت أعز شخصٍ علي، وعلى الرغم من مخاوفي فقد تقبلتني! لقد أخبرتني بأنه لا بأس وبأنها ستكون معي مهما صرت أو ما سأصير، لقد أحبتني بلا شروط فقط كما انا، كنت لأول مرة أشعر بحرية وطمأنينة بعلاقةٍ ما، حقًا شعرت بأنني داني وهذا انا، لقد ساعدتني وكثيرًا في تقبل من انا، كانت أول شخص يناديني بـ "داني" ويكلمني بالضمير الذي أريده، ربما لم أتقبل وضعي جيدًا لكنها لا زالت تعلمني كيف أحب نفسي كما انا، انا حي برغم انني بهذا الجسد بسببها هي... أصبحت أخرج للناس واعرفهم بأنني ذكر دون خوفٍ من أن يترك أحدهم يداي، أشعر بأنه لا يهمني الشخص مادام لا يحترم من انا وفقط يريدني كما يظن بأنني الشخص الذي يجب أن اكونه، حتى الآن تصالحت مع هذا...