لا أتذكر بالتحديد متى كانت المرة الأولى التي لمست فيها جسدي. أعلم أنني بدأت الشعور بالرغبة في الحميمية تجاه جسدي وتجاه الآخرين عندما انفصلت عن أهلي وبيتي. تحرّرت خيالاتي الجنسية عندما ابتعدت عن بيت اهلي. أتساءل دائمًا إذا كان/ما زال بيت أهلي سجنًا لجسدي وجنسانيتي وخيالاتي الجنسية.
لا أعلم إذا كانت رغباتي الخيالية حتى الآن جنسية أم لا. لا أعلم الكثير عن الجنس ولكن أعتقد أن مفهومي عنه خاطئ. عندما أسمع تلك الكلمة، يأتي في مخيلتي على الفور عنف أو قسوة أو إجبار. يأتي في مخيلتي أنه شيٌ لا يجب التحدث عنه: "عيب وحرام في السن دا". لذلك أفضل أن أعبر عن مشاعري بلفظ حميمية وليست جنسية.
أتذكر في بداية الأمر شعوري بالندم والذنب للمس جسدي والتفكير في الفتاة التي أحببتها قبل الخلود للنوم في غرفتي. كان هذا يساعدني على جلبها في أحلامي وتكوين تلك اللحظة الحميمة بيننا في الخيال لأنني لا أجرؤ أن أكونها في الواقع. كنت أستيقظ في حالة سعادة لم أشعر بها من قبل. سعادة "عالم الكبار"، اعتقدت. ولكن عامل الخوف والشعور بالذنب كان وما زال إلى حد ما يحاوطني. أحاول التخلص منه بشكل كبير الآن لأني أعلم أني لا أُوذي أحدًا بلمس جسدي أو التفكير في لحظات حميمة. في البداية، كنت ألوم نفسي على الشعور بالسعادة وكنت أحاول أن أغصب نفسي على النفور من مداعبة جسدي أو التفكير في أيّ شيءٍ حميمي.
دائمًا ما أدوّن أحلامي الحميمية عند الاستيقاظ من النوم. أحاول كتابة كلّ شعور شعرت به وكل لمسة مميزة شعر بها جسدي. يساعدني التدوين على استرجاع الشعور الذي جاءني في الحلم مرة أخرى في الواقع. عندما أشعر أن الواقع مكانٌ عنيف، أعود لقراءة أحلامي وتذكّر المشاعر الحميمية التي شعرت بها من قبل مع نفسي وخيالاتي، وأتمنى أن تحدث يومًا ما في الواقع. ولكن أيضًا أهاب تلك الأُمنية لأني أعلم أني لن أكون جريئةً بشكلٍ كافٍ لأمارسها في الواقع وربما... تؤلمني. خيالاتي وأحلامي ملاذٌ آمنٌ لمشاعري التي ربما تتسبب في مشاكل كثيرة في حياتي إذا قرّرت أن أبوح بها. إحاطة جسدي بيدي أو لمس صدري أو بطني أو منطقة العانة قبل النوم يُشعرني بالدفء والسعادة. أشعر بأني أكوّن عالمي الحميمي في سريري، مع نفسي ومع خيالي وبعيدًا عن أي خوف.
لإعداد هذه المشاركة تحدثت "ن وھ" مع صاحبة القصة؛ وثّقتاها، ومن ثم تخيّلتا لها كينونة بصرية ننشرها مع النص. وننوه إلى أننا ننشر هذه القصة المصورة دون حذف الألفاظ الأصلية المستخدمة.
"ن" مصممة جرافيك ومصورة وعاشقة للملوخية و"ھ" أيضًا مصممة ومصورة تقدر جمال اليوستفندي بدون بذر!
إضافة تعليق جديد