ولادة الأنثى في الثقافات العربيّة: بين العار والاستبشار

30/05/2022
3861 كلمة

يبحث هذا المقال في تطور منظور الذهنية العربية إلى ولادة الأنثى من عصر الجاهلية إلى اليوم. ويدرس جذور هذا التطور لفهم دينيماكية الثقافة ومدى تأثرها بطبيعة المجتمع الذي أخذ في التوسع والتبدل منذ حروب الإسلام الأولى.

يُعتَبر الإنجاب في مؤسّسة الزواج العربية التقليدية محدّدًا لمصير العلاقة بين الرجل والمرأة، لأنّ التكاثر وامتداد النسل يعتبران أهمّ من الحبّ، والمال، والحسب، والنسب. وقد ترجم حديثٌ نبويّ هذا التصوّر، إذ جاء رجلٌ إلى الرسول فقال: "إنّي أصبتُ امرأة ذات حسب وجمال، وإنّها لا تلد، أفأتزوّجها؟ قال: "لا"، ثمّ أتاه الثانية فنهاه، ثمّ أتاه الثالثة فقال: "تزوّجوا الودود الولود فإنّي مُكاثِرٌ بكم الأمَمَ".1 ويجرّد مثلٌ شعبي تونسيّ الرجلَ من رجولته إن لم ينجب ذكرًا أو أنثى: "الّلي ما عندو لا وليّد ولا بنيّة كيفو كيف الوليّة".2 لذا، إذا طال بالزوجَين انتظار الحمل، كانا يلجآن إلى مختلف الوسائل الممكنة في عصرهما، من الاستعانة بالكهنة في الجاهلية إلى زيارة أضرحة الأولياء في العصر الحديث. 

لكنّ الإنجاب وحده لا يكفي. فجنس المولود، ذكرًا كان أم أنثى، مؤثّرٌ جدًّا في استمرار الزواج أو انهياره. 

التهليل للذكر و"اسوداد الوجه" للأنثى

منذ الجاهلية، وحتّى في فتراتٍ طويلةٍ من الإسلام، اعتبرت الذهنية العربية الأنثى عبئًا ماديًّا ومعنويًّا يُثقل كاهل أبيها. وقد صوّر القرآن استقبال المولودة الأنثى في الجاهلية في الآيتين 58 و59 من سورة النحل: "وَإِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ * يَتَوارى مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ ما بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرابِ أَلا ساءَ ما يَحْكُمُونَ". ويذكر فخر الدين الرازي في تفسيره لهذه الآية أنّ الرجل في الجاهلية "إذا ظهرتْ آثارُ الطَلْقِ بامرأته توارى واختفى عن القوم إلى أن يعلم ما يولد له، فإن كان ذكرًا ابتهج به، وإن كان أنثى حزِن ولم يَظهر للناس أيّامًا يدبّر فيها أنّه ما يصنع بها؟".3 

منذ الجاهلية، وحتّى في فتراتٍ طويلةٍ من الإسلام، اعتبرت الذهنية العربية الأنثى عبئًا ماديًّا ومعنويًّا يُثقل كاهل أبيها

لم يمحُ دخول المجتمعات العربية في الإسلام هذه الأفكار من الجاهلية، إذ ما زال إنجاب البنات يعتبر مدعاةً للتجهّم لدى بعض الآباء. ففي تونس، لوقتٍ غير بعيد، كان الزوج يهدي زوجته "النفّاسة" فقط إن أنجبَت ذكرًا، وهي أكلةٌ تتكوّن من الحلبة، واللوبيا، والحمّص، والوَزَف، والزيت، واللحم، والبيض؛ أما إن ولدَت أنثى، "فقد يتغيّب أيّامًا غاضبًا".4 

وإذا نظَرنا في مدوّنة الأمثال الشعبية الحديثة في الدول العربية، كمصر وتونس، لوجدنا استمرارًا للشؤم لدى إنجاب الأنثى. والصادم أنّ كثيرًا من الأمثال جرَت على ألسنة الأمّهات.

فمن الأمثال المصريّة:

  • لمّا قالو دا ولدْ... انشدّ ظهر أمه وانسند، ولمّا قالو دا بنيّة… انهدّت الحيطة عليّ.5
  • أمّ الولاد نجّابة وأمّ البنات نحّابة.6
  • يا مَخَلْفِة البناتْ يا ريتك ما شربتِ ليهم مُغاتْ.7

ومن الأمثال التونسية:

  • البنات دفلة.8
  • الولد عمارة والطفلة خسارة.

حتى أن طقوس الاحتفال بالمولود تكون أحيانًا ذات طابعٍ مُجندَرٍ بامتياز. ففي تونس، حتى القرن التاسع عشر تقريبًا، كانت الزغاريد لحظة وضع الحمل تُطلَق للإعلان عن الجنس، "فإذا كان المولود ذكرًا زغرَدن ثلاثًا، وإن كان أنثى زغرَدن مرّتين".9 وترى الباحثة سهام الدبّابي أنّ العدد ثلاثة يُعتبر "عدد التمام، والكمال، والحظّ الحسن"، وبالتالي فإنّه يدل بوضوحٍ على تفضيل الذكر على الأنثى.10 أمّا في الأرياف والقرى، "فلا يُزَغْرَدُ إلّا للذكر [...] وتُخْفَى ولادة البنت إخفاءً رمزيًا بالصمت".11 وكانت تقام للذكر دون الأنثى، في اليوم السابع من مولده، حفلةٌ دينيةٌ تسمّى "التصبيحة"، ترنّم فيها أناشيد دينيةْ تستعيد ميلاد النبيّ، مثل:

حليمة يا حليمة   ***   قومي ارضعي نبينا

قومي ارضعي محمّد   ***   ارضعيه اليمينا12

لكنّ هذا التمييز لم يتوقّف على مجرّد خيبة الأمل لولادة الأنثى، بل بلغ حدّ التفكير في التخلّص منها، وارتكابه.

التخلّص من الأنثى

كان الوأدُ أكثر سبُل التخلص من الأنثى وحشيّةً في الجاهلية، وقد أشار القرآن إلى ذلك في الآية 8 من سورة التكوير: "وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأيّ ذَنْبٍ قُتلَتْ". والموءودة هي "المدفونة حيّة".13 ومفهوم الوأد، لغةً واصطلاحًا، يكشف مدى وحشية هذا القتل. فالوَأْدُ في العربية هو الثِقَلُ، وسُمّيَت به المقتولة حيّةً "لِمَا يُطْرَحُ عليها من التراب، فيَؤُودُها أي يُثْقِلها حتّى تموت".14 وذكرَت كتب التفاسير في هذه الآية أن قيس بن عاصم، أحد أصحاب الرسول، اعترف له نادمًا بدفنه ثمانٍ من بناته، وقيل 12 أو 13 بنتًا.15

مع أن الإسلام حرّم وأد البنات باعتباره قتل نفسٍ بغير حق، إلا أنّ أمثالًا شعبيةً كثيرةً تعكس أن ثمّة مَن يعتبر موتهنّ مدعاة للارتياح والتخلص من العبء

لم يقتصر التخلّص من الأنثى على الوأد، بل عمد العرب إلى طرقٍ أخرى فصّلها فخر الدين الرازي في تفسيره للآية، إذ يقول: "(…) فمنهم من يحفر الحفرة ويدفنها فيها إلى أن تموت، ومنهم من يرميها من شاهق جبل، ومنهم من يُغرقها، ومنهم من يذبحها". وقد كان الزوج يخادع زوجته فيصنع حيلةً ذكرَها الزمخشري في تفسيره، إذ يتركها حتّى تبلغ السادسة: "فيقول لأمّها: طيّبيها وزيّنيها حتّى أذهب بها إلى أحمائها، وقد حفر لها بئرًا في الصحراء، فيبلغ بها البئر فيقول لها: انظري. ثمّ يدفعها من خلفها ويهيل عليها التراب، حتّى تستوي البئر بالأرض".16 وربّما تدفن الأمّ ابنتها بيدها مباشرةً بعد الولادة بدمٍ بارد، حيث "إذ أقربَتْ حفرَت حفرةً فتمخّضت على رأس الحفرة، فإذا ولدَت بنتًا رمَت بها في الحفرة، وإن ولدَت ابنًا حبسَته".17 

ومع أن الإسلام حرّم وأد البنات باعتباره قتل نفسٍ بغير حق، إلا أنّ أمثالًا شعبيةً كثيرةً تعكس أن ثمّة مَن يعتبر موتهنّ مدعاة للارتياح والتخلص من العبء، كما في المثل المصري: "موت البنات سترة".18

ليس الذكر كالأنثى: جذور التمييز الجندري

كانت دوافع رفض الأنثى في الجاهلية كثيرة، بعضها انتهى مع بداية الإسلام، وبعضها استمرّ مقنّعًا خلف الذرائع الدينية. هناك خمسة دوافع أساسيةٌ تحمل الأب على قتل ابنته وهي: استمرار النسل، الفقر، "الشرف"، ملائكية الأنثى، والعاهة. وثمّة دافعٌ وحيدٌ يفسّر قتل الأمّ لابنتها، وهو الخوف من الطلاق.

  • استمرار النسل

يعتبر العرب، كأغلب الأعراق، أنّ الذكر هو من يحفظ النسل لا الأنثى. فابنة الرجل إذا تزوجَّت وأنجبَت، فهي تنجب لنسل زوجها لا لنسل أبيها، كما يقول المثل التونسي "الولد يعمّر دار بوه، والطفلة تعمّر دار راجلها". 

ويذكر القرآن طلب النبي زكريا من ربّه أن يرزقه بغلامٍ يحفظ نسله، ولم يطلب أنثى: "...فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ"19 فوُهب يحيى بحسب الآية. ولأهمية استمرار النسل، كان العرب يصِمون من لم ينجب ذكورًا بالأبتر.20 حتى أن رجلًا اسمه العاص بن وائل، وصَم الرسول محمد بالأبتر لأن ذرّيته كانت من الإناث فقط. وذُكر في القرآن قول العاص للرسول: "إنّ شانئك هو الأبتر"،21 أي أنه الأقل مرتبة، والأذلّ، والمنبوذ في عشيرته.22 

يعتبر العرب، كأغلب الأعراق، أنّ الذكر هو من يحفظ النسل لا الأنثى. فابنة الرجل إذا تزوجَّت وأنجبَت، فهي تنجب لنسل زوجها لا لنسل أبيها

وفي أنظمة الخلافة الإسلامية، كانت ولادة الذكر مصيريةً للدولة. فابن الخليفة هو وليّ العهد. وإن لم يكن للخليفة ابنٌ ذكر، انتقلَت الخلافة إلى أخيه أو أحد أقربائه، كأبي العبّاس السفّاح الذي ترك الخلافة لأخيه أبي جعفر المنصور لأنّ ابنه لم يبلغ بعد، بينما نصّب هارون الرشيد ابنه الأمين وليًا للعهد وهو لا يزال رضيعًا. 

وقد ذكرَت لي والدتي سعاد علوان، أنّ أحد أعمامها دعَت عليه أمّه "دعوة شرّ" وهي: "برّه لا يورّيك رائحة الذكر"، ويُعتقد أنّه لم ينجب سوى البنات بسبب تلك الدعوة التي أنزلَت به عقابًا إلهيًّا! وفي مدينتي في جهة صفاقس، أنجب رجلٌ أربع بنات، ومن شدّة رغبته في مولودٍ ذكر، وضع رهانه الأخير في ولادةٍ أخرى، لكن أتته أنثى خامسة، فسجّلها في دفتر الحالة المدنية باسم "فاطمة" وراح يناديها باسم "عمّار"، تعويضًا عن تشوّقه لمولودٍ ذكر. وذكرَت لي آمال مرزوقي، أمّ لأربع بناتٍ من تونس، أنّها تشوّقَت في ولادتها الأولى لمجيء طفلٍ لتسمّيه أشرف، فلمّا كان المولود أنثى سمّتها إشراف، هذا مع حبّها الكبير لبناتها. 

لذا، كانت الكنية عند العرب منذ الجاهلية أن ينادى الرجل تشريفًا بأبوّة ابنه: "أبو فلان"، وفلانٌ هذا ذَكَرٌ دائمًا. ويُظهر مسلسل "باب الحارة"، الذي يستعيد تقاليد الشام القديمة، كيف كان الرجل يحمل لقب "أبو فلان" حتّى إن لم يكن له ابنٌ ذكر. ففي الجزء الأول مثلًا، ظلّ "أبو حاتم" ينادى بكنيته هذه رغم كونه أبًا لبنات، وحافظ عليها حتى بعد وفاة ابنه وهو رضيع.

  • الأنثى "العالة"

نصّ القرآن في آيتَين مختلفتَين على تحريم قتل البنات بداعي "الإملاق". وأَمْلَقَ الرجلُ، أي لم يبقَ له سوى الملقات وهي الحجارة، في دلالةٍ على الفقر:23 "وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ مِّنْ إمْلاَقٍ"،24 "وَلاَ تَقْتُلُوۤاْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا".25 

ويفسّر الرازي هذا الدافع الذي حمل العرب على قتل بناتهم بطبيعة بيئتهم القائمة على الحرب والإغارة: "العرب كانوا يقتلون البنات لعجز البنات عن الكسب، وقدرة البنين عليه بسبب إقدامهم على النهب والإغارة".26 كما أنَ فقر عائلة البنت قد ينفّر الرجال ذوي النسَب العالي، فيضطرّ أبوها "إلى إنكاحها لغير الأكفاء"،27 فيمسّ ذلك من منزلته بين قومه. 

وثمة سببٌ آخر وراء الخوف من الفقر ذكره محمّد الطاهر بن عاشور، صاحب التحرير والتنوير، في تفسيره لهذه الآية. فيذكر قصّة إسحاق بن يخلف، الشاعر المخضرم الذي وأد ابنته خوفًا عليها من أن يصيبها فقرٌ بعد موته فينكرها أعمامها أو إخوتها. وقد وصف الشاعر نفسه المشهد الجنائزي القاتم في هذه الأبيات التي يسترجع فيها ذكرى الوأد:

إذا تذكّرتُ بنتي حين تندبني   ***   فاضت لعَبْرة بنتي عَبْرتي بدَمِ

أحاذر الفقر يومًا أن يلمّ بها   ***   فيهتك الستر عن لحمٍ على وَضَمِ

تهوى بقائي وأهوى موتها شفقًا   ***   والموت أكرم نزّالٍ على الحُرُمِ

أخشى فظاظة عمٍ أو جفاء أخٍ   ***   وكنتُ أخشى عليها من أذى الكلمِ

واستمرّ النظر إلى الأنثى على أنّها عبءٌ و"عالة" على أهلها في المجتمعات العربية الحديثة، والرهان على الذكر باعتباره "المنقذ" من الفقر، حتّى أنّ التربية التي يتلقّاها الطفل الذكر تغرس فيه فكرة "ردّ الجميل" لأبيه وأمه. ومن الأمثال الشعبية التي ترسّخ هذا الدور "الاقتصادي" للذكر: "الأولاد مقاليع الفقر"، "الّلي ما لوش ولد ما لوش سند".28 أمّا البنت "لا تشدّ محراث ولا ترد وارث"، و"البنت للعفن والولد للكفن".29 وإذا كان للأب أكثر من ابنةٍ فالعبء عليه يتضاعف، فـ "أبو البنات شحّات".30 

  • الأنثى والشرف

لطالما ارتبط الشرف لدى العرب بعفّة الأنثى أو طهارتها. وفي الحروب التي كانت القبائل تشنّها بعضها على بعض، كانت النساء تعدّ من الغنائم. وحتّى يستعيد الأب ابنته المسبيّة، كان لا بدّ له من دفع فدية، وإلّا اتُّخذَت البنتُ "للتسرّي"، أي التمتّع بها. لذا، كان العار يلحق بالفقراء الذين لا يقدرون على دفع الفدية، فتبقى بناتهم عند العدوّ يفعل بهنّ ما يشاء. وقد أجمع مفسّرو آيات الوأد والإملاق في القرآن على أنّ أحد أسباب قتل الأنثى كان الخوف من "السّبي والاسترقاق".31 ويقصّ علينا المفسّر شهاب الدين الآلوسي (1854م) حكاية فتاةٍ اختارَت حبيبها الذي سباها على أن ترجع إلى أبيها، فيقول: "رأيتُ إذ أنا يافعٌ في بعض الكتب أنّ أوّل قبيلةٍ وأدَت من العرب ربيعة، وذلك أنّهم أُغِيرَ عليهم فذهبَت بنتٌ لأميرٍ لهم فاستردّها بعد الصلح، فخُيّرت برضًى منه بين أبيها ومَن هي عنده، فاختارَت مَن هي عندَه وآثرَته على أبيها، فغضب وسَنَّ لقومه الوأدَ ففعلوه غَيْرةً منهم ومخافةَ أن يقع لهم بعدُ مثلُ ما وقع، وشاع في العرب غيرهم".32

لطالما ارتبط الشرف لدى العرب بعفّة الأنثى أو طهارتها. وفي الحروب التي كانت القبائل تشنّها بعضها على بعض، كانت النساء تعدّ من الغنائم

وتعكس الأمثال السائرة هذه الفكرة: "البنت شوكة في رقبة أبوها حتّى الممات"،33 و"إذا ما جابتش العار تجيب العدو لغاية الدار".34 وهي في مثلٍ جزائري قنبلةٌ موقوتة: "الّلي عندو بنتو في الدار عندو Bombe".35 وفي أمثالٍ أخرى، هي "فرن من النار"، كما في المثل تونسي: "الّلي عندو طفلة في الدار عندو كوشة من نار".36

  • الأنثى ملاك: مكانها في السماء

هذا من أغرب ما تعلّل به أهل الجاهلية في دفنهم بناتهم، إذ كانوا يقولون: "إنّ الملائكة بنات الله، فألحِقوا البنات بالملائكة".37 وهذا يشبه مفهوم القربان البشري في الديانات الوثنية، لكن يبدو أنّه كان مجرّد ذريعةٍ للتخلّص من الأنثى، إذ لم يثبت أنّ العرب اتّخذَت القرابين البشرية تقرّبًا إلى الآلهة.

  • الأنثى ذات العاهة وازدواج العالة

يقول جواد علي، الباحث في الموروث الجاهلي، إنّ العرب كانوا يئدون ذوات العاهات تشاؤمًا. ومن هذه العاهات أن تكون البنت زرقاء أو شيماء، أو برشاء (برصاء، من البرص)، أو كسحاء (عرجاء).38 لكن لعلّ السبب الفعليّ لم يكن التشاؤم بقدر ما كان استحالة تزويجهنّ، ما يعني أن الأب كان ليضطرّ للإنفاق على ابنته من دون القدرة على تعويض تلك النفقات من مهر زواجها: "فقد يأخذ ولي أمرها المهر لنفسه، ولا يعطي المرأة منه شيئًا، لاعتقاده أن ذلك حقٌّ يعود إليه".39 

  • الأمّ القاتلة: قربان الزواج

تقول آيةٌ في سورة النحل: "إذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثى ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ"، ويفسّر وصف "كظيم" هنا بأنّ الرجل "مملوءٌ حَنَقًا على المرأة".40 ويقول الإمام محمود شكري الآلوسي - وهو من جيل القرن التاسع عشر - إنّ شخصًا يعرفه "طلّق زوجته لأنْ ولدَت أنثى".41 فلمّا كان طلاق المرأة في مجتمعٍ تقليدي يساوي موتها وموت أبنائها، كانت تؤثر التضحية بابنتها قربانًا لاستمرار زواجٍ تشعر بأنّه يحميها من أنياب مجتمعٍ ينتظر طلاقها لينهش لحمها، حتى وإن كان زواجها عسيرًا.

الاستحياء أو الولادة الثانية للأنثى: المنقذون

لم يخلُ التاريخ الوحشي لقتل البنات من حكاياتٍ تردّ إلى القارئ/ة بعض إيمانه/ا بالإنسانية في تلك الحِقَب. ففي الجاهلية، لم تكن كلّ القبائل تئد البنات، فقريش مثلًا لم تئد بناتها البتّة،42 لأنّ "ذوو الشرف" يمتنعون عنه.43 وكانت ثمّة جماعةٌ من حكماء القبائل يشترون من الآباء بناتهم إذا همّوا بوأدهنّ، منهم جدّ الشاعر الفرزدق، واسمه صعصعة بن ناجية، فكان "يفتدي من يعلم أنّه يريد وأد ابنته من قومه بناقتَين عُشراوَين وجمَل، فقيل إنّه افتدى 360 موءودة وقيل 70".44 وقد فخر الفرزدق بجدّه صعصعة، فقال:

ومنّا الذي منع الوائدات   ***   فأحيا الوئيد فلم توأدِ45

أمّا الآباء الذين وأدوا بناتهم فكثيرٌ منهم ندم، ولم ينفعه الندم رغم أنّ الإسلام أعلن التجاوز عنه، لأنّ "ما كان في الجاهلية فقد هدمه الإسلام".46 مثلًا، يُحكى بأنّ رجلًا قصّ على الرسول كيف أنّ قتله لابنته نغّص حياته ولم يساعده الإسلام على النسيان، فقال: "يا رسول الله، ما أجد حلاوة الإسلام منذ أسلمتُ، فقد كانت لي في الجاهلية ابنةٌ فأمرتُ امرأتي أن تزيّنها فأخرَجَتها إليّ، فانتهيتُ بها إلى وادٍ بعيد القعر، فألقيتُها فيه، فقالت: يا أبتِ قتلتَني، فكلّما ذكرتُ قولها لم ينفعني شيء".47 

ويذكر حديثٌ نبويّ مصير الأم التي تقتل ولدها – والولد هنا يُقصد به البنت، لأنّ البنت يُقال لها ولدٌ أيضًا48 – حيث "تأتي يوم القيامة متعلّقًا ولدُها بثديَيها، ملطّخًا بدمائه، فيقول يا ربّ، هذه أمّي، وقد قتلَتني".49 ولئن ضحّت أمّهاتٌ في الجاهلية ببناتهنّ خشية الطلاق، فإنّنا نقف أحيانًا على مشاهد بطوليةٍ لأمّهاتٍ احتفَظن ببناتهنّ رغم هجر الزوج. إذ يذكر الجاحظ قصّة رجلٍ اسمه أبو حمزة الظبي، هجر زوجته لمّا أنجبت له بنتًا وأقام في بيت جاره، فاحتجَّت الزوجة بأنّها ليست مخيّرةً في إنجاب الذكور، وإنّما هو المسؤول عن ذلك:

ما لأبي حمزة لا يأتينا   ***   يظلّ في البيت الذي يلينا

غضبان ألّا نلد البنينا   ***   تالله ما ذلك في أيدينا

وإنّما نأخذ ما أُعطينا   ***   نحن كالأرض لزارعينا50

وهذا ما أثبتَه الطبّ الحديث، فالمرأة لا تحدّد جنس الجنين، لأنّ ماء رحمها لا يتضمّن سوى النُطَف الأنثوية (xx). أمّا الرجل فيتضمّن منيّه نطفًا ذكريةً (xy) ونطفًا أنثوية، أي أنه هو المسؤول عن تحديد جنس المولود.51

حبّ الأنثى على الذكر

مع أن تفضيل الذكر على الأنثى كان سمةً غالبةً في كثيرٍ من المجتمعات العربية، إلا أن ثمة أمثلةٌ تشير إلى العكس أيضًا. ففي حديثه عن الوأد والأب الوائد، قال قتادة، وهو من صحابة النبي: "ما يدري أنّه (إنجاب الأنثى) خيرٌ، لرُبَّ جاريةٍ خيرٌ لأهلها من غلام".52 وتعتبر أمثالٌ شعبيةٌ كثيرةٌ الأنثى امتدادًا لذكرى الأب: "الّلي خلّف البنات ما مات"،53 و"الّلي ما عندو أنثى ما ابكاو عليه".54 وفي مثلٍ تونسي غير موثّق "بو الأولاد يكمل عمرو وحدو، وبو البنات ما يحتاج لحد"، ذلك أنّ "البنات عمارة الدار".55 أمّا بالنسبة للأمّ، فـ "سعد الّلي عندها بنيّة، منها أميمة ومنها وخيّة"، وهي التي تعينها على مشاقّ أعمال المنزل المفروضة عليها في مجتمعٍ تقليدي ما زال سائدًا اليوم، فـ "الّلي ما عندها بنيّة مين يسقيها الميّة؟"56 وهذه امرأةٌ تحتفل بولادتها بنت: "لمّا قالوا لي دي بنيّة قلت الحبيبة تغسل ليا وتطبخ ليا وتملى لي قلل الميّة".57 بل "الّلي ما عندها بنيّة تدفن روحها وهي حيّة".58

مع أن تفضيل الذكر على الأنثى كان سمةً غالبةً في كثيرٍ من المجتمعات العربية، إلا أن ثمة أمثلةٌ تشير إلى العكس أيضًا

وكثيرٌ من هذه الأمثال تتعاطف مع أبي البنات الذي تضيق حاله في مجتمعٍ تقليدي لا تخرج فيه المرأة للعمل، فإذا به يجد نفسه متكفّلًا بمعاشهنّ جميعًا، لذا تتيمّن له بعض الأمثال بالرزق، كـ "رزق البنات وراء الباب"،59 و"رزق البنات واسع"،60 و"أبو البنات مرزاق".61 وكثيرًا ما يُذَكِّرُ الناسُ أبا البنات بالنبيّ محمّد الذي لم يبقَ له سوى البنات، فأبناؤه الذكور ماتوا صغارًا، وغالبًا ما يكون هذا التذكير من باب المواساة.

وفي المقابل، نجد أمثلةً تصوّر الذكر شيطانًا وتحذر منه. فالجاحظ مثلًا، أكّد أنّه لا يعلم في الأرض "شرًّا من صبيّ، هو أكذب الناس، وأنمّ الناس، وأشره الناس، وأبخل الناس، وأقلّ الناس خيرًا، وأقسى الناس قسوة".62 وكثيرًا ما تحذّر الأمثال من الولد العاق، فـ "كلبٌ ضالٌّ خيرٌ من ولدٍ عاق"63 و"الواد العاق يجيب لأهله الخراب".64 وتسخر بعض الأمثال الشعبية من الأمّ التي تفرح بمجيء ذكر، فإذا به يذيقها ألوان العذاب: "جابت ولد جابت، أمّ الولد خابت".65 وربّما تسخر من الأهل جميعًا إذا استبشروا بمجيئه: "قالوا عاوزين ولد، ولما جاء الولد قالوا: يا ريته ما تولد".66 أمّا التي تنجب كثيرًا من الذكور، فبعض الأمثال ينذرها بسواد الليل: "يا ويلك يا سواد ليلك يا الّلي ولادك هادّين لك حيلك".67

وفي حديثه عن حبّه لابنتَيه، قال السياسي التونسي الفقيد، شكري بلعيد، إنّ "الراجل الي ما جابش بنيّة ما جابش"، وإنّ "الطفلة بنت بوها"، وإنّ الولد إذا كبر، فأوّل سؤالٍ يطرحه على أبيه هو السؤال عن ثروته "آش عندك؟"، في حين أنّ البنات يَغْمُرْنَ أباهنّ بالحنان. 

استواء الذكر بالأنثى، تكتيكات الزواج الحديث، والتحكّم في جنس المولود

قطعَت الثقافاتُ العربية شوطًا في المساواة بين الجنسَين نظرًا لعوامل عميقة، أهمّها أنّ المرأة أثبتَت ندّيتها للرجل بل حتى تفوّقَت عليه في مجالاتٍ كثيرة، والإدراك بأنّ التربية هي المحدّد لخُلُقِ المولود، لا الجنس. وثمة كثيرٌ من الأمثال العربية التي تعكس هذا التغيّر في النظرة للجنسَين، منها "وَلَدْ، بِنْتْ، كلّه كويّس"،68 و"الّلي يعطي ربّي مبروك"، و"الكلّها زرّيعة ربّي".69

وبات البعض في مصر وتونس يحبّذ مجيء الإناث قبل الذكور، معتبرين ذلك عاملًا أساسيًا في توازن العائلة: "الّلي يسعدها زمانها تجيب بناتها قبل صبيانها"،70 و"إذا كنت مسعودة وسعدك قويّ، بكّري ببنيّة وثنّي بصبي"، و"الّلي حبّها ورادها، تجيب بناتها قبل ولادها". ومن تهاليل الولادة في بعض جهات تونس: "ليك الحمد يا مولانا * كبكّرت ببنيّة".71 وقد تعزى الرغبة في التبكير بأنثى إلى التقسيم الاجتماعي الجندريّ للأدوار. فالأنثى تعين أمّها على شؤون المنزل، أمّا الذكر، فيهدّ حيل الأم بين الرضاعة والطبخ، لاسيما إذا كان زوجها لا يُعِينها. 

أمّا شرّ حصيلةٍ للإنجاب فبِنتان، ربّما لكثرة ما يقع بينهما من شجارٍ وخصام، فـ "عقربتين ولا بنتين في بيت"72 في مثلٍ مصري، و"زوج أحناش في غار ولا زوج بنات في دار"73 في مثلٍ جزائري. أمّا في مثلٍ تونسي، فينطبقُ العكس: "سعد الّلي عندها زُوْزْ، فُسْتُقْ ولُوْزْ". وإذا كان الولد وحيدًا بين بنات، فيسمّى في الثقافة المصريّة "ديك البرابر"، والبربرة هي الدجاجة. وثمّة فيلمٌ لحسين كامل يحمل ذلك العنوان، ويحكي قصّة أبٍ ثريّ يخشى ذهاب ثروته إلى أزواج بناته الأربع نظرًا لبلاهة ابنه الوحيد، أي "الديك"، فيقرّر تزويج ابنه حتى ينجب له وليّ عهدٍ سويّ الشخصية يؤول إليه الميراث.

ولشغفهم بمعرفة جنس المولود قبل الولادة، بحث العرب عن علاماتٍ تظهر على الأمّ تساعد على التكهّن بجنس الجنين. ففي تونس، يُعتقد أنّ "الحبلى ببنت تحملها على الجانبَين، والحامل بذكرٍ يكبر بطنها إلى الأمام، فيكون الشكل الأوّل أفقيًا رَحِمِيًّا، والثاني مائلًا إلى البروز طولًا، وهو أميَل إلى الشكل القضيبيّ. ويُعتَقَدُ أنّ الحبلى بأنثى تجمل، والحبلى بذكرٍ تقبح [...] ويتكهّن بذكرٍ عندما يكثر تحرّك الجنين في بطن أمّه، وبأنثى عند قلّة الحركة وانعدامها".74 كما ذكرَتْ لي والدتي، سعاد علوان، علامتَين أخريَيْن إحداهما أنّ الحبلى بذكرٍ تكون بطنها يابسة، والحبلى بأنثى تكون بطنها طريّة. وقد تكهّنَت لها امرأةٌ بجنس أخي وهي حاملًا به، بعد أن لمسَت بطنها فوجدَتها متصلّبة. أما العلامة الثانية، فسُمنة الحامل بأنثى، ونحول الحامل بذكر.

قد تعزى الرغبة في التبكير بأنثى إلى التقسيم الاجتماعي الجندريّ للأدوار

ومن ممارسات التكهّن أيضًا، أن تأخذ الأمّ قطراتٍ من حليب مرضعةٍ أخرى، وربما من حليبها هي، وتجعلها على كفّها ثم تُسقِط حشرةً حيّةً فيها، فإن خرجَت الحشرة من اللّبن فذلك دليل تذكير، وإن بقيَت فيه فذلك دليل تأنيث. كما يمكن وضع الحشرة في رمل الصحراء بدلًا من الحليب. ويرتبط هذا التصوّر بمفهومٍ مفاده أن "الذَكَر فَاعلٌ والأنثى مفعولٌ بها"؛75 فجميع العلامات السابقة هي ذات طابعٍ مُجندرٍ بامتياز.

ولم يقف العرب عند التكهّن بجنس المولود، بل حاولوا التحكّم فيه كما في كثيرٍ من الحضارات الأخرى، إذ اعتقدوا "أنّ المرأة إذا حملَت وهي مكرهةٌ على ذلك كان ابنها أنجب [...] وكان بعض الرجال إذا أراد الإنجاب من زوجته أغضبَها قبل المجامعة، ومن أقوال العرب: إنّ ولد المذعورة لا يطاق".76 وحاول بعض الفقهاء ضبط مواعيد معيّنةٍ في الشهر اعتُقد أنها تتحكّم في جنس المولود، وقسّموا أوقات "الجماع" إلى ساعات سعدٍ لإنجاب الذكور، وساعات نحسٍ لإنجاب الإناث، هي الساعة الأولى من أيام الأحد والاثنين والخميس والجمعة، فإن فاتَت الأوائلُ فالثوامن.77

**********

هكذا، يتّضح أنّ المرأة العربية عبرَت دروب التاريخ بقدمَين داميتَين غالبًا، وكان وضعها في كلّ مرحلةٍ من المراحل رهن طبيعة المجتمع وتوجّهات النظام السياسي. ويبدو أنّ أوّل وأقدم حقٍّ اعتُرِف لها به هو حقّها في الحياة الذي حرمَتها إيّاه الكثير من قبائل الجاهلية - حقٌّ سمحَت به المجتمعاتُ العربية الحديثة ممتعضةً ومجبرةً أحيانًا. 

 

 

  • 1. روى الحديث أبو داود (2/542/2050) وغيره كثيرون.
  • 2. سهام الدبّابي الميساوي، الولادة في تونس، الطقوس والرموز، تونس، دار الجنوب، ط 1، 2021، ص 16.
  • 3. فخر الدين الرازي، مفاتيح الغيب، تفسير الآية 58 و59 من سورة النحل.
  • 4. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 85.
  • 5. إبراهيم أحمد شعلان، موسوعة الأمثال الشعبية المصرية والتعبيرات السائرة، دار الآفاق العربية، القاهرة، 2003، ج 6، ص 78.
  • 6. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 4، ص 325.
  • 7. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 3، ص 303.
  • 8. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 85. أغلب الأمثال في كتابها مأخوذ من "مجمع الأمثال الشعبية التونسية" لمحمد رضوان العبّادي.
  • 9. الصادق الرزقي، الأغاني التونسية، الدار التونسية للنشر، 1967، ص 160.
  • 10. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 84.
  • 11. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 84.
  • 12. الصادق الرزقي، المصدر السابق، ص 162.
  • 13. تفسير الطبري للآية 8 من سورة التكوير.
  • 14. شمس الدين القرطبي، الجامع لأحكام القرآن، تفسير الآية 8 من سورة التكوير.
  • 15. في تفسير الرازي 8، وفي تفسير ابن كثير 12 أو 13.
  • 16. أبو القاسم الزمخشري، الكشّاف، تفسير الآية 8 من سورة التكوير.
  • 17. أبو القاسم الزمخشري، الكشّاف، تفسير الآية 8 من سورة التكوير.
  • 18. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 1، ص 631.
  • 19. الآيتان 5 و6 من سورة مريم.
  • 20. الواحدي النيسابوري، أسباب النزول، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الباي الحلبي وأولاده بمصر، ط 2، 1968، ص 260.
  • 21. سورة الكوثر، الآية 3.
  • 22. محمّد بن جرير الطبري، جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تفسير سورة الكوثر، الآية 3.
  • 23. محمد بن عبد الله الشوكاني، فتح القدير، تفسير لآية الإملاق.
  • 24. الآية 151 من سورة الأنعام.
  • 25. الآية 31 من سورة الإسراء.
  • 26. فخر الدين الرازي، المصدر السابق، تفسير آية الإملاق.
  • 27. فخر الدين الرازي، المصدر السابق، تفسير آية الإملاق.
  • 28. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ص 272.
  • 29. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 6، ص 77.
  • 30. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 2، ص 77.
  • 31. تفسير القرطبي مثلًا لآية الوأد.
  • 32. شهاب الدين أبو الثناء الآلوسي، روح المعاني، تفسير آية الوأد.
  • 33. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 5، ص 274.
  • 34. إبراهيم أحمد شعلان،المصدر السابق، ج 5، ص 278.
  • 35. لخضر حليتيم، صورة المرأة في الأمثال الشعبية الجزائرية، ماجستير، جامعة المسلية، 2009-2010، ص 129.
  • 36. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 85.
  • 37. تفسير الطبري والقرطبي لآية الوأد.
  • 38. جواد علي، كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام، بيروت، دار الساقي، ط 4، 2004، ج 9، ص 89.
  • 39. جواد علي، المصدر السابق، ج 10، ص 203.
  • 40. أبو القاسم الزمخشري، الكشّاف، تفسير الآية 58 من سورة النحل.
  • 41. شهاب الدين أبو الثناء الآلوسي، المصدر السابق، تفسير الآية 58 من سورة النحل.
  • 42. محمد الطاهر بن عاشور، أمهات الكتب، تفسير آية الوأد.
  • 43. شمس الدين القرطبي، المصدر السابق، تفسير آية الوأد.
  • 44. محمد الطاهر بن عاشور، تفسير التحرير والتنوير، تفسير آية الوأد، وهو في أغلب التفاسير.
  • 45. أبو القاسم الزمخشري، المصدر السابق، تفسير آية الوأد.
  • 46. فخر الدين الرازي، المصدر السابق، تفسير الآيتين 58 و59 من سورة النحل.
  • 47. فخر الدين الرازي، المصدر السابق، تفسير الآيتين 58 و59 من سورة النحل.
  • 48. محمد الطاهر بن عاشور، المصدر السابق، تفسير الآية 151 من سورة الأنعام.
  • 49. شمس الدين القرطبي، المصدر السابق، تفسير آية الوأد.
  • 50. معن ريشا، هكذا تنجبين مولودًا ذكرًا، وهكذا تنجبين مولودًا أنثى، لبنان، دار جروس برس، ط 1، 1988، ص 30، نقلًا عن البيان والتبيين للجاحظ.
  • 51. معن ريشا، المصدر السابق، ص 32.
  • 52. تفسير الطبري للآية 58 و59 من سورة النحل.
  • 53. لخضر حليتيم، المصدر السابق، ص 127.
  • 54. لخضر حليتيم، المصدر السابق، ص 127.
  • 55. لخضر حليتيم، المصدر السابق، ص 127.
  • 56. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 2، ص 78.
  • 57. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 2، ص 628.
  • 58. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 87.
  • 59. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 4، ص 326.
  • 60. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 6، ص 81.
  • 61. محيي الدين خريّف، الأمثال الشعبية التونسية، سوسة، دار المعارف، ط 1، 2003.
  • 62. عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، الرسائل، تحقيق عبد السلام هارون،القاهرة، مكتبة الخانجي، ج 1، 1979، ص 195.
  • 63. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 4، ص 323.
  • 64. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 4، ص 322.
  • 65. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 2، ص 59.
  • 66. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 4، ص 323.
  • 67. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 3، ص 303.
  • 68. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق،، ج 4، ص 320.
  • 69. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 20.
  • 70. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 6، ص 77.
  • 71. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 86.
  • 72. إبراهيم أحمد شعلان، المصدر السابق، ج 6، ص 79.
  • 73. لخضر حليتيم، المصدر السابق، ص 128.
  • 74. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 20.
  • 75. سهام الدبّابي الميساوي، المصدر السابق، ص 20.
  • 76. معن ريشا، المصدر السابق، ص 31.
  • 77. معن ريشا، المصدر السابق، ص 33، نقلًا عن أبي العباس أحمد بن علي في كتابه "منبع أصول الحكمة".