جمهورنا الحبيب،
كما عادتنا، نحاول في نهاية كل عامٍ أن نكتب إليكم/ن ونحتفل معكم/ن بأهمّ الأحداث والإنجازات التي حقّقناها في جيم. هذا العام، لا نستطيع أن نكتب سطورًا ملأى بالتفاؤل والأمل؛ فقد كان، ولا زال في آخر أيامه، عامًا صعبًا وثقيلًا جدًا. في عام 2023، مرّت منطقتنا بأزماتٍ عديدة، من كوارث طبيعيةٍ شهدناها في سوريا وليبيا والمغرب، إلى الحروب والاحتلالات في فلسطين والسودان وسوريا. جميعًا، عشنا وشاهدنا الموت والدمار أحداثًا يوميةً تعصف ببلداننا. ولا ننسى القمع الذي يضطهد كلّ من يتحدّى السائد وينقضه، وما يواجهه من مقاومة.
لكننا لا نستطيع سوى الحفاظ على ما يجعلنا نحن، ولا نملك إلا التمسّك بالتضامن والأختية والحب والإيمان بقضايانا، والعمل لتغيير واقعِ عالمِنا المؤلم. لهذا، نتوجّه بعميق الشكر لجميع المساهمات والمساهمين، ولشركائنا أيضًا، على أعمالهم/ن وثقتهم/ن في جيم هذا العام، كما نمتنّ لفريق العمل الذي واظب على الإنتاج واستمرّ في ظروفٍ نفسيةٍ شاقّة. وبالطبع، إليكم/ن جمهورنا المتنامي، ألف شكرٍ على اهتمامكم/ن بالمواضيع التي نطرحها في جيم، كما على الاستمرار في متابعتنا والتفاعل معنا.
على صعيد النشر، شهد هذا العامُ إطلاق أول ملفٍّ لنا كمؤسّسةٍ مستقلةٍ وحَمَل عنوان «البيئة قضية نسوية: نريدُ عالمًا مستدامًا وعادلًا». وتضمّن الملفّ مواد مكتوبةً ومسموعةً ومرئيةً عن العدالة البيئية في كلٍّ من لبنان، و سوريا، و مصر، و العراق، و الأردن، و المغرب، و فلسطين. يمثّل هذا الملف بداية التزامنا كمؤسّسةٍ بالعمل على تقاطعات العدالة البيئية مع الجندر، والذي سوف يمتدّ إلى الأعوام المقبلة. كذلك نظّمنا ورشةً إبداعيةً بعنوان «نروي قصصَنا مع الدورة الشهرية»، بالتعاون مع مبادرة «جييتنا» في تموز/يوليو 2023 في لبنان، هدفَت إلى تسليط الضوء على واقع الدورة الشهرية في لبنان، وإتاحة مساحةٍ لِمَن يحِضن ويحيضون لمشاركة قصصهم/ن عبر إنتاج معارف مكتوبةٍ وبصرية. ونتج عن هذه الورشة سلسلةً من النصوص والأعمال الفنية التي بوسعكم/ن الاطّلاع عليها على موقعنا تحت عنوان «إجت ومعها قصة». بالإضافة إلى تحليل الأسباب الكامنة وراء الهجمات اليمينية على النسوية وحقوق المثليين في المنطقة في أبعادها الأيديولوجية والتاريخية والمجتمعية.
نترككم/ن إذن مع مخزونٍ ممتعٍ ومهمٍّ للقراءة، بينما يدخل فريق جيم في عطلةٍ قصيرةٍ ينقطع فيها عن نشر مواد جديدة. لكننا سرعان ما سنعود إليكم/ن يوم 3 يناير/كانون الثاني 2024!
فلنتذكّر جميعًا قول أودري لورد إنّ «العناية بالنفس ليسَت انغماسًا في الذات، بل هي عنايةٌ ذاتية، وهذا في حدّ ذاته نضالٌ سياسي».
نتمنى لكم/ن قضاء بعض الوقت في الاعتناء بأنفسِكم/ن ومحاولة التعافي والتشافي من عامٍ كان ثقيل الحِمل.
ختامًا، تمنّياتنا القلبيّة بأن يُفتتح عام 2024 بوقفٍ لإطلاق النار وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، وبأن نلمس بوادر عدالةٍ وأيامٍ أفضل لجميع الفئات المهمّشة والمقموعة على امتداد منطقتنا.
إضافة تعليق جديد